اتخذ الشاعر من الخيال أسلوباً في التصوير يذهب بذهن المتلقي إلى عالم شبيه بالأطياف والخيالات على شكل صور متعددة ومن أمثلة التصوير حالة ذلك المتعب من ويلات الفراق والتوجد في صحراء التيه فلسان حال الشاعر قال عنه أنه كتلة من الألم تتحرك هنا وهناك وأحياناً لا تقوى على المسير وجراح الزمن القاسي أخذت حقها في هذا الجسد ورغم ان بعض الجروح تلتئم إلا أن القادم المؤلم يجدد تلك الجراح يتكئ ذلك الجريح بجسد نحيل على عود يكاد ينكسر من جفاف المكان وطول انتظار الغيث خلق اليأس ورسم لوحة المراحل الأخيرة لزوال عناصر المكان الا ان هذا الجسد مازال يقاوم في رحلة البحث عن الأمل يترك العود المائل ويسير بترنح وعندما يتذكر الأمل يستجمع قواه حتى تصل الى الجفن الساقط الهزيل يرتفع قليلا يكشف عن الرؤية المحدودة يحاول دفع النظرة لبعد أطول نحو الأفق يسبقه الليل يخيم على المكان تنعدم الرؤية وتضيع أطياف الأمل. والمتبع للحالة السردية لقصة خيال الشاعر يدرك ان الشاعر له رؤيته الخيالية والتي تخرج عن تصور المتلقي¡ والخيال من ابداعات وفنون الشعر وقد استخدم منذ القدم خصوصاً في وصف العناصر الحسية يقول الشاعر الدمشقي:
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
وردا وعضت على العناب بالبرد
لقد قال الشاعر ذلك البيت يصف به فتاةً انتابها الحياء فعضَّت على شفتيها ارتباكًا¡ وأسبلت عيناها الدموعَ¡ لكن الشاعر لم يلتفت إلى ما انتاب فتاتَه من أحاسيسَ مربكةٍ في هذا الجو المضطرب¡ وجعل كل وُكْدِه أن يعصر ذهنَه بغيةَ التقاط أكبر عدد من الصور البيانية دون أدنى اهتمام بالموقف..
الصور الشعرية عندما يتم شرحها تذهب بك بعيداً الى ليل له وحشة ونجوم تحاكي الشجون وليل الوحشة عندما يطبق بظلامه على المكان حيث تكون الصورة الذهنية هكذا: سدول الليل ترتخي يلتحف ذلك المتألم بأطرافها ينتظر الضوء اول خيط من شعاع الشمس يسقط على الجفن يوقظه هزيل هو لكنه يرى في الضوء أملاً ترتعش العروق يتسارع النبض في المكان الخالي يتحرك خطوات ويلتفت نحو مكانه يرى بقايا إنسان آخر سيموت في المكان يسير قليلاً يبحث عن شيء يتكئ عليه لا يجد يرتشف الهواء ويخرجه بأنين المتألم. يقول الشاعر ابن جدلان:
ولجك الفجر ياليل الذهول اللـي علـي اضلمـت
يعرضك واقع الماضي بعيني عـرض الافلامـي
ولهتك يالنديم اللي على صافي وفـاك اضرمـت
بصفحة ذكريات العام واللـي مـن ورى العامـي




إضغط هنا لقراءة المزيد...