يختصر الزعيم الهندي (غاندي) قصة كفاح الكثير من الناجحين في كلمات بسيطة قائلا: "في البداية يتجاهلونك¡ ثم يسخرون منك¡ ثم يحاربونك¡ ثم تنتصر!". مقالة اليوم موجهة لأولئك الذين يواجهون المكايد والحروب القذرة¡ موجهة لمن اكتووا بنار الوشايات والتدليس لتجيب عن السؤال المهم: كيف تنتصر¿
بداية من المهم معرفة أن الوضع الطبيعي أن يواجه الناجحون هذه الحروب بأدنى الأساليب¡ فهذا قدر كل من يحاول الوصول للقمة. والأمر غير الطبيعي أن تجد الطريق مفروشة لك بالورود.
القضية الثانية معرفة الدافع وراء هذه المعارك الظلامية من الخصوم¡ حيث ستجد في كثير من الأحيان أن الدافع هو الحقد أو الحسد أو الخوف على المصالح الشخصية. وكما يقول جورج برنارد شو: "لا يشوه سمعتك إلا من تمنى أن يكون مثلك وفشل!". لذلك من سمو النفس أن تنظر بعين الشفقة لخصومك الذين لم يستطيعوا منافستك بشرف على نفس المضمار واضطروا اضطراراً للتخطيط والتدليس من خلف الكواليس.
المرحلة التالية هي الثقة بالنفس والعزيمة على إكمال الطريق. إذا عرفت أن هذه المصاعب أمر طبيعي وعرفت لماذا أنت محارب فلا يجب أن تهتز ثقتك بنفسك على الإطلاق¡ بل سيكون من الذكاء أن تجعل هذه التحديات عتبات لك للوصول لمبتغاك. فالناجح تزيده التحديات قوة وإصراراً على تحقيق الهدف. وأحترم كثيراً الشاب السعودي المخترع (مهند أبو دية) والذي فقد ساقه اليمنى وبصره في حادث سيارة ومع ذلك واصل مسيرته في الإبداع والاختراع وهو يقول: "إنني مثل السهم أحتاج لقوة تشدني إلى الخلف لكي أنطلق بقوة إلى الأمام". وسواء كانت قوة الدفع للوراء من مكايد الأعداء أو كوارث طبيعية وأمراض وحوادث فأعتبرها كلها طاقات ستزيد من اندفاعك للأمام نحو هدفك.
أما الخطوة التالية فهي مواصلة النجاحات¡ بل وتحقيق نجاحات أكبر! لا تستهلك وقتك وجهدك بالرد على تفاهات خصومك بل ركز على هدفك واجمع كل قواك لذلك. ومن المهم هنا أن تكون لديك المرونة في الطريق وعدم التمسك بطريقة واحدة¡ وخير شاهد في سيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يصل لهدفه من مكة ولا الطائف بل هاجر للمدينة ليعود بعدها منتصراً فاتحاً لمكة والطائف وتصل رسالته للعالم أجمع!
وختاماً¡ أختصر عليك الكثير من كتب الإدارة والنجاح وتطوير الذات بوصية يوسف عليه السلام في القرآن الكريم لكل الناجحين والطامحين عبر القرون: (إِنَّهُ**مَن**يَتَّقِ وَيَصْبِرْ**فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ).




إضغط هنا لقراءة المزيد...