بمقطع فيديو بسيط وثّقت مواطنة سعودية بطولة جنودنا البواسل ضد وحوش الإرهاب¡ ونقلت للعالم أجمع الموقف الحقيقي للمملكة في حربها ضد داعش وأخواتها. لسنوات طويلة وبلادنا تُتهم زوراً وبهتاناً بدعم الإرهاب¡ صحف وقنوات عالمية عزفت ولا تزال على نغمة "الإرهاب السعودي" وصورت الأمر كما لو أن هذا الإرهاب يحظى بتأييد المملكة حكومة وشعباً¡ في انتهاك صارخٍ للمعايير المهنية التي تقتضي الموضوعية والحياد¡ لكن هذا ليس مهماً عند صحف وقنوات تتغذى على أجندات سياسية معادية للمملكة.
صورة البطل جبران عواجي وهو ممسك بمسدسه الصغير أمام اثنين من جند الشيطان متسلحين برشاشات وأحزمة ناسفة¡ قالت الكثير عن حقيقة الواقع الذي تعيشه المملكة في حربها ضد الإرهاب. وأربكت الإعلام الغربي المعادي¡ وأجبرته على بث الفيديو القصير الذي ينسف كل الدعاوى المسيئة للمملكة¡ فأصبح في حرج أمام مشاهديه الذين يرون جنوداً سعوديين أبطالاً يواجهون الإرهاب بكل شجاعة وبسالة وإقدام.
إن الدلالة التي سيفهمها المشاهد الغربي من هذا الفيديو القصير أن المملكة في مواجهة صريحة ضد الإرهاب¡ وأن الجندي السعودي تغلب على الإرهابيين بقوة الحق قبل قوة السلاح. صورة واضحة لا تقبل التأويل¡ سيتذكرها المشاهد الغربي كثيراً عند كل تغطية إعلامية تتناول الشأن السعودي¡ وستكون سلاحنا الذي ندحض به كل تشويه يطال بلادنا.
صورة واحدة فعلت كل ذلك¡ فكيف لو كان هناك تدفق مستمر لصورٍ بطولية شبيهة تغذي الذهن الغربي بالواقع الحقيقي للمملكة¿. وكيف نأتي بمثل هذه الصور ونضمن إنتاجها باستمرار¿. إن أي صورة مؤثرة مهما بلغت درجة تأثيرها لن تصمد بنفس قوتها زمناً طويلاً. صورة محمد الدرة غزت العالم عام 2000 واستمرت بنفس قوتها حتى جرفتها الأحداث السياسية المزلزلة في العالم العربي¡ فتم نسيانها وكأنها لم تكن. وصورة البطل جبران بما تحمله من قيم الحق والصدق تحتاج إلى صور شبيهة تسندها وتؤكد على معانيها الإنسانية والسياسية.
الصورة سلاح خطير¡ تغني عن الخطب والدعاية المدفوعة¡ خاصة إذا جاءت توثيقاً لحدث واقعي تم تسجيله بعفوية مثل فيديو البطل جبران. لكن هذه العفوية تعتمد على المصادفة وليست متوفرة في أي وقت نحتاجها¡ فنحن نعلم أن جنودنا البواسل يخوضون منذ سنوات -وبشكل يومي- بطولات ضد الإرهابيين¡ ولم يوثق منها إلا النزر القليل. وعليه فإننا بحاجة لصناعة "صور" خاصة بنا يكون هدفها التأثير على الذهنية الغربية وتفكيك الصورة النمطية التي يروجها الإعلام الحاقدº صورٌ تقدم الواقع الحقيقي للمملكة¡ وهنا بالضبط يأتي دور صناعة السينما.




إضغط هنا لقراءة المزيد...