«القراءة هي عين المعرفة¡ وغذاء العقل¡ إنها السبيل الأول لتوسيع المدارك¡ وتطوير المعلومات¡ وكسب الثقافة¡ والمحرِّض على الإبداع والابتكار¡ بل هي حجر الأساس في تقدم الأمم¡ ورقي الشعوب¡ والأمة الراعية المتفوقة هي الأمة القارئة»..
(د. عبداللطيف الصوفي)

أن تقرأ في أوقات معينة تقتطعها من يومك¡ فهذا يعني أن محبة القراءة قد تمكَّنت منك¡ فصرت منضماً إلى محبي القراءة.. ومحبو القراءة يختلفون في قدر محبتهم للقراءة¡ فالشغوف¡ والهائم¡ والمهووس¡ وعلى هذه الدَّرجات تكون المساحة التي يمتلكها من أحب بصبغة المحب¡ فهو يقرأ ليضيف إلى مخزونه من اللون الذي هو الأقرب إليه¡ سواء بسبب متطلبات العمل مثل البحث والنبش والتنقير للوصول إلى معلومة يريد التمّكن منها ومن ثم توصيلها إلى المقصود بها¡ والقراءات تتنوع فهي تشمل كافة المعارف -أقصد هنا من يقرأ ليعرف أكثر- أما من يريد التسلية وتفتيت الوقت¡ فله حساباته الخاصة به بالرغم من اندراجه ضمن (القارئين).
فالقراءة المتوجهة إلى استكناه موضوع معين للإحاطة به هي القراءة التي يحبذها ويتوجه إليها مريدو المعرفة حسب المتطلبات الذاتية والعامة¡ وهم من الكثرة والتنامي في كل زمن¡ حيث إنها (=القراءة) قد أثرت في الكثير من التحولات الاجتماعية عامة¡ وهي ملحوظة عند الكل¡ ويعيها الفرد كلما امتد به العمر¡ في تعدد وسائل توفير القراءة من مكتبات¡ وكتب¡ ودوريات¡ ومجلات¡ وما هو في مخازن وسائل التواصل عبر الأثير بسماعاتها¡ وشاشاتها¡ من وسائل الاتصال الحديثة التي تتجدد يوماً عن يوم.
بالرغم من التجدد واختلاف وسائل القراءة إلا أن الكتاب هو الأساس¡ وزيارة واحدة للمكتبات التي تعنى بتوفير وتوزيع الكتاب¡ وملاحظة ما هو معروض من الكتب تجد أن كتباً مضى عليها قرون¡ وأخرى عقود وسنوات¡ لم تزل تعرض وتقتنى من قبل المرتادين للمكتبات¡ وقد يسأل البعض نفسه¡ أو غيره عن كتاب كان قرأه قبل نصف قرن مثلاً لماذا طبع حديثاً لأنه قد قرأه¡ ويغيب عن بال مثل هذا المتسائل أن الحياة تدور عجلتها الكبرى وتتضخم وتزداد في الدوران¡ فهناك تناسل وتتابع الأجيال التي تدفع الأجيال¡ فلها الحق في أن تَطَّلع وتعْرف¡ فهي مثل السائل في أوليات قراءته للكتاب الذي يراه في طبعات جديدة¡ فهو جديد عند من يقرأه أول مرة¡ والمعرفة الحقيقة لا تبلى مادامت محفوظة في كتاب فالكتاب خالد¡ والإنسان عابر¡ والقادم يريد¡ ويسعى في تنام وتطور¡ فالمكتبات تتكاثر¡ والقراء يتكاثرون كذلك¡ والحاجة تتحرك¡ وتأخذ من الماضي عبرة ومرتكزاً في الحاضر يوجه للمستقبل¡ وذلك بواسطة تراكم المعارف والتوسع في العلم والمعلومات¡ ومواكبة العصر والبرهنة على الوجود الفعال المنتج.




إضغط هنا لقراءة المزيد...