حراك سوق الأسهم السعودي لا يعكس حالة الهدوء والتخوف الذي يسيطر على البعض بلا مبرر حقيقي لمن لديه نظرة بعيدة المدى¡ فالإصلاح الاقتصادي لن يكون أثره سريع أو آني¡ شركة "صدارة" للبتروكيماويات¡ والتي أنهت بناء 26 مصنعاً¡ وبرأسمال يفوق 24 مليار ريال¡ وسوف تدشن كل أسبوع مصنعا حتى تكتمل بمنتصف 2017¡ وبذلك تكون جاهزة للطرح العام¡ وسيحدد الطرح نسبة وتاريخاً "أرامكو"¡ وحين نتحدث عن طرح 30% كما هو دارج يعني نتحدث عن ما يقارب 8 مليارات ريال¡ أيضا من إضافات السوق الجديدة هي السوق الموازية التي أعلنت عنها هيئة سوق المال¡ وهي السوق للشركات المتوسطة أو من لم تكتمل شروط الإدراج لها¡ ووفق آلية خاصة للتداول ليست للأفراد بل من خلال صناديق استثمارية مع طرح 20% ملكية عامة¡ أيضا أعلنت هيئة سوق المال عن العزم على تطبيق آلية تداول جديدة للسوق السعودي¡ وهي T+2 بحيث تكون عمليات التسوية خلال يومين من كل عملية بيع أو شراء¡ أيضا التغييرات الأساسية التي تمت في القطاعات لتصبح ما يقارب 20 قطاعا بدلا من 14 قطاعا¡ وهذه كلها ستتم خلال هذا العام وقبل نهاية منتصف عام 2017¡ ماذا يعني كل ذلك¿! ولماذا¿¡ وهل السوق ستستوعب كل ذلك وفق الوضع الاقتصادي اليوم¡ والذي تظهر التداولات اليومية هدوءاً¡ مع تراجع أرباح كثير من الشركات بنسب متفاوتة كقطاع الأسمنت أو التجزئة¡ أو ضعف النمو للأرباح.
بتقديري الشخصي الاقتصاد الوطني يمر بمرحلة تغير "إيجابية" حقيقية للمستقبل ستظهر نتائجه ليس سريعاً¡ والحراك الاقتصادي يجب أن لا يتوقف فهناك مقومات لازالت موجودة ومحفزة¡ وهيئة سوق المال تطمح للتصنيف العالمي والوصول له لكي يكون السوق السعودي تحت رادار المستثمر الأجنبي وصناديقه¡ ويكون إضافة زخم جديد يحتاجه السوق كأي سوق دولية¡ وهذه اشتراطات لابد من أن تتم وخاصة الأن¡ ونقصد بها التسويات خلال يومين T+2 وزيادة القطاعات والسوق الموازية¡ أما طرح صدارة للاكتتاب للمرحلة القادمة¡ فهناك الكثير من المستثمرين ينتظرون الفرصة للاستثمار خاصة أن صدارة ستطرح منتجات لم يسبق طرحها بالسوق من خلال 14 مصنعاً¡ خاصة وأن قطاع البتروكيماويات يحمل توقعات إيجابية خلال السنوات القادمة مع توقعات تحسن أسعار النفط¡ يمكن للسوق أن يستوعب كل المتغيرات التي ستتم سواء من قبل هيئة سوق المال أو طرح صدارة أو غيرها¡ لأن المستثمر يبحث عن مزيد من الفرص وسيولة متوفرة خاصة المؤسسات المالية.
إضغط هنا لقراءة المزيد...