بعض البرامج الرياضية تدعي المثالية وهي أبعد ما تكون عن المثالية وتدعي الحياد وهي كذلك أبعد ما تكون عن الحياد.
هذه البرامج كلما حاولت أن ترتدي ثوب الاقناع تاه بها المسير¡ مرة بالضيف وتارة بالمعد وثالثة بالمذيعين لها والذين وصل بهم الحال إلى درجة الاعتقاد التام بأنها باتت من أملاكهم الخاصة وإرثا لا ينازعهم فيه أحد .
كل يوم¡ الوجوه والأسماء نفسها¡ الطريقة والأسلوب ذاتهما وإن قلت الإسقاطات ايضا ذاتها¡ وهذه معضلة لم يعد بالمقدور السيطرة عليها¡ تبدأ بعضلة اللسان وتتوقف بقبضة اليد وما خفي منها كان أدهى وأمر.
سئمنا من هذا الوضع الذي شوه الرياضة وحولها من لعبة للجمال إلى لعبة أخرى للعدائية ومن المذيع الذي يظن أن برنامجه الرياضي ليس مهنة بل إرث أو كقطعة أثاث في منزله يتصرف بها كيف يشاء¡ كما سئمنا من بعض المتفلتين الذين يرمون الكلام البذيء على عواهنه ولا يبالون ولا يكترثون بعواقبه طالما أن بقاءهم على طاولة هذه البرامج مرهون بمدى القدرة على التجاوز والإساءة والإسقاط وبث سموم العدائية.
نتفهم كثيرا وجود الإثارة في مجال الرياضة وفي أي نقاش يدور حولها لكن ذلك لا يعني القبول بما تنتجه هذه البرامج من الإسفاف والاحتقان وتهييج الناس في منازلهم لمجرد أن المذيع مع الضيوف يبحثون سويا عن صيت وشهرة وبطولة ذاتية تستقبلها أنظار المشاهد بالازدراء لا بالإعجاب .
بالأمس تابعت تقريرا تضمن طرح أسئلة على شريحة من الشباب اليافع من دون سن الـ20 عاما فتألمت وأنا استمع إلى نصائحهم للإعلاميين¡ شاب ينصح إعلاميا في سن الـ50.
معادلة غريبة اخذت الاتجاه العكسي تماما وهذا دليل واضح المعالم على أن ما تنتجه برامجنا الرياضية اليومية يشكل هاجس الخطر ليس على المنافسات الرياضية بل على عقول وأذهان وثقافة أجيالنا فهل من حل يعيد لهذه البرامج وللإعلام الرياضي اتزانه وتوازنه ¿
نحتاج إلى إعلام حر يتحلى بالقيم والأخلاق التي تكسبه ثقة المتلقي أكثر من حاجتنا إلى إعلام رياضي يتم توجيهه فيصبح بمثابة الأداة بيد من ليسو مؤهلين لحمل مسؤوليته ونزاهته ودوره في غرس المفاهيم المثالية للجيل الرياضي بمختلف شرائحه كما نحتاج إلى مرحلة تقييم لهذه البرامج ولمن تسمروا على منابرها لأعوام فباتوا يحملون من التأثير ما يفوق أصحاب تلك القنوات أنفسهم¡ فالمذيع هنا والمذيع هناك يسرح ويمرح¡ يقر وينفذ¡ يوصي ويعتمد واللي ما يعجبه يشرب من البحر.
هذه الحقيقة المرة¡ من يسارع في معالجتها بعد أن استفحل أمرها وأصبحت من المعضلات التي تستعصي عليها الحلول لا نعلم وسلامتكم ..!!




إضغط هنا لقراءة المزيد...