من أهم التقارير التي تتداولها وسائل الإعلام يعتبر تقرير التنافسية العالمية الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي الذي افتتح الأسبوع الماضي دورته الـ47 بحضور ثلاثة آلاف زعيم ومسؤول ورئيس شركة لمناقشة العديد من المحاور المهمة على الصعيد الاقتصادي والسياسي.
وهذه النقاشات والآراء سوف تدخل ضمن التقرير المشار إليه الذي يعد كل عام لقياس تنافسية الاقتصاد في بلدان العالم وذلك على أساس 12 ركنًا. فهذه الأركان هي بمثابة المفتاح أو فلنسمها الدليل الذي يستطيع كل بلد أن يستعين به لإنشاء شبكة متكاملة لاستغلال الموارد المتاحة. وهذه ربما عبارة مختصرة قد لا تكون دالة بما فيه الكفاية. فلو اخذنا بلدا مثل نيجيريا أو فنزويلا الغنيتان بالنفط فإننا سوف نجد إن هذين البلدين ضمن البلدان الفقيرة نتيجة سوء استغلال الموارد الطبيعية والبشرية. بينما سنغافورة الفقيرة في الموارد الطبيعة على قائمة البلدان التي ينعم فيها مواطنوها بالرفاهية ورغد العيش.
والمملكة من بين البلدان التي تحتل في التقرير موقعًا مرموقًا. ولكن هذا لا يعني إن استغلال الموارد لدينا كله على ما يرام. فتقرير مؤشر التنافسية العالمي 2016 -2017 يبين إن اقتصاد المملكة إلى جانب نقاط القوة التي يتمتع بها وعلى رأسها حجم الناتج المحلي الإجماليº الذي يعتبر الأكبر في المنطقة¡ لديها نقاط ضعف يفترض أن يتم العمل على تقليصها ومن ثم التخلص منها وعلى رأسها يأتي عدم تقدم الاختراع والابتكار بدرجة كافية وكذلك عدم تطور سوق العمل.
وأنا أعتقد أن نقطتي الضعف هذه وغيرها يمكن تحويلها إلى فرص. فمدن الاختراع والابتكار في المملكة التي لا تزال محصورة في أودية ضيقة مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك سعود وجامعة البترول والمعادن يمكن توسعتها من خلال تشجيع قطاع الأعمال على المساهمة في مضاعفة هذه الواحات التقنية. ولكن حتى يصبح ذلك ممكن فإن المملكة تحتاج إلى إعادة هيكلة قطاع الأعمال من خلال التشجيع وربما الاستثمار المشترك من أجل إنشاء شركات كبيرة ذات رؤوس أموال ضخمة. فهذه الشركات هي وحدها القادرة على الانفاق في مجال البحوث والابتكار والعلوم الاساسية. وهذا ما لا يمكن ان نقوله عن الشركات الصغيرة والمتوسطة ذات الميزانيات المحدودة.
من ناحية أخرى فإن القطاع الحكومي يحتاج إلى هياكل إدارية ليس فقط لحضور منتدى دافوس وغيره من المنتديات والاجتماعات وإنما أيضًا¡ وهذا هو الأهم¡ لهياكل تتابع ما يصدر عن تلك المنتديات من تقارير وأوراق عمل وتضع التوصيات الكفيلة بالرقي بترتيب المملكة إلى أعلى المستويات.




إضغط هنا لقراءة المزيد...