منذ سنوات ونحن نعاني من مصطلح "الأسئلة الملغمة"¡ وهي ببساطة احترافية البعض ببعض البرامج الخاصة بالفتاوى والتي تحظى بمتابعة عدد كبير من المشاهدين والمستمعين¡ واعتادوا على الإيمان المطلق بما يسمعونه من آراء والتي تتحول أحيانا إلى فتاوى ويتناقلها الكثيرون بسذاجة أو بعفوية ويصبح الأمر من المسلمات التي لا يجوز مجرد النقاش بها.!
كم تضررت مساهمات تجارية وكم تضررت أعمال مختلفة¡ نتيجة للأسئلة الملغمة¡ في الكثير من البرامج التلفزيونية والإذاعية نجد الأسئلة المُعدة مُسبقاً وحسب أجندات معينة¡ فيكون الرأي بطبيعة الحال مطابق لتوجه السائل¡ لأن طريقة السؤال فيها ذكاء ومحددة بجوانب تناسب الإجابة المتوقعة.
والمصيبة الأكبر مصطلح "نُقل لي" وهذا المصطلح كنت اسمعه كثيرا في بدايات مسلسل "طاش ما طاش"¡ فكنت اتلقى الكثير من الاتصالات من عدة أشخاص "ثقات" يناقشوني ببعض ما كان يُكتب عن بعض حلقات المسلسل¡ وتجد لديهم صورة مختلفة عن الحلقات وما تم بها¡ والبعض منهم يستفسر والكثير للإسف مجرد أن تصله المعلومات غير الدقيقة أحيانا ومن منطلق الثقة بالمنقول له تجده يطلق الآراء والتي تتحول فجأة إلى فتاوى¡ والأحداث والأمثلة لا يجهلها المطلعون بهذا الخصوص.
خطورة ما يتم تناقله إعلاميا بعد الأسئلة الملغومة أنها تحدث نوع من ثقة المشاهد أو المستمع بما يدور حوله¡ فيصبح هناك تيارات متعددة من الآراء¡ وطبعا ونحن مجتمع متدين بطبعه لا يرضى أن يكون كلام صاحب الرأي أو الفتوى غير صحيح أو مجازاً غير دقيق¡ حتى لو لم يكن لديه فكرة واضحة عن ما قاله أو ما استفتي به¡ وما حدث حول السينما والمسرحيات والأعمال الدرامية إلا دليل واضح وحي على هذا الأمر ونعايشه من سنوات¡ وإن كان الأمر يتطور حاليا في ظل تطور الوسائل التي يستطيع متبين الأسئلة الملغومة تمريرها للمجتمع.
تنظيم هذا الأمر مهم جداً¡ وتحديد نوعية الأسئلة أهم¡ لأن المجتمع لا يحتمل الانقسام وتوجيهه بآراء لا تتفق مع الغالبية العظمى¡ كما الكثير من المشايخ ومن يظهرون ببرامج الأسئلة والفتاوى لهم حبهم واحترام الجميع لهم¡ ولا يستحقون أن يستغل البعض الثقة بهم وحب المجتمع لهم¡ بتمرير أسئلة محددة تتسبب بانقسامات اجتماعية¡ فكلي أمل أن يوضع حد لهذه الإشكالية¡ فالمجتمع واعي والقيادة مدركة لما تعمله لمستقبل هذا المجتمع.
إضغط هنا لقراءة المزيد...