في هذه الأيام كان الحديث عند البعض يدور حول هيئة الترفيه وما قدمته من نشاطات تعتبر كنماذج أولية لخطة عمل ستتطور مع الأيام, وستتنوع بتنوع المتطلبات التي تبز نشاطات الهيئة بما يساعد في الترويح عمَّن يحتاجه حيث أصبحت الهيئات المماثلة في الدول العربية تعنى بالأمور الترفيهية حسب إمكانات وظروف كل دولة, لكون الإنسان في جميع العالم يهتم بما يجلب لنفسه الراحة والسكون والتأمل بعيداً عن هموم الحياة الروتينية اليومية, مع عدم نسيانه لواجباته الروحانية التي يحافظ عليها ويؤديها في أوقاتها, ففي عملية الترفيه تنشيط وتحريك للذهن فهي حالة تفريغ لما يحتقن في اللا شعور من تراكمات من جراء العمل الدؤوب لكسب العيش, وفي أوقات السماع للموسيقى, أو مشاهدة مسرحية, أو رقصة من الفلكلور, أو التأمل في منحوتة أو لوحة تشكيلة ضمن معرض يضم أكثر من عمل, وفي جلسات في أحضان الطبيعة مع مشاهدة أعمال فنية اجتهد فيها مبدعوها من مجسمات وأشكال هندسية, وكذلك حضور النشاطات الرياضية بأنواعها مثل المباريات, والسباقات من خيل, وإبل, وسيارات, ودراجات, فالفنون الترفيهية من شأنها تنمية الذوق, وتذويب الحشرية والضيق النفسي, في مراعاتها لما يبهج ويدخل السرور.
نشاطات الهيئة في البداية وطريقها طويل, ولكن البدء بخطوة ستتلوها خطوات متى ما روعيت الدقة في اختيار الأنشطة الترفيهية, ونميت حسب المفهوم الحضاري لكي تحتوي في تصورها جميع الفئات والأجناس من الذكور والإناث, فللكبار ما يناسبهم كما للصغار ما يلائمهم, وأهمية استيعاب الشباب بقدراته الكامنة المتوثبة والعمل على ما يجذبه للمشاركة بما يبدع وما يساعده على أن يكتشف مواهبه ومن ثم يحاكي ويقدم نشاطاته تحت إشراف وتوجيه ممن لهم خبراتهم في المجالات الترفيهية والترويحية, وهي كثيرة في الرياضة بكافة فروعها, والفن بأنواعه, والابتكار بتنمية المهارات, والمسابقات الذهنية, والفكرية, وتهيئة الأماكن المناسبة, فالمسرحية تحتاج إلى مسرح, والغناء والطرب له قاعات تتناسب معه, والمعارض التشكيلية لها صالاتها, ولكل فن مكانه, فإن لم يوجد فمن الواجب توفيره, والإعلانات عن نشاطات قادمة يسر, وفيه جذب لانتباه من لا يعلم الزمان والمكان وتعريفه بهما.
فنانونا يشاركون في الدول العربية ومع إخوانهم في المنطقة حيث أثروا الساحة العربية بما قدموا من صور شدت السامعين العرب, فكثيراً ما تسمع ترديد أغنية سعودية أو خليجية على لسان عربي من مصر أو العراق, أو شمال إفريقيا, يتغنون ويعيد بعض الفنانين هناك أغنيات طلال مداح, ومحمد عبده, وراشد الماجد, وابتسام لطفي, وعبادي الجوهر, ورابح صقر وغير ذلك من أغاني الخليج العربي, والمسرحيات عرضت في أكثر من بلد وحتى في الغرب, والأفلام شاركت في عروض عالمية ونالت الجوائز.
الهيئة بالتركيز ورسم الطريق السليم الذي يضمن تطورها من قبل الخبراء والمهتمين بالشأن الترفيهي من أصحاب التجارب والممارسات, تستطيع أن تجلب المواطن إذا ما وفرت رغباته, وأصحاب التجارب من أبناء الوطن الذين عملوا وشاركوا في أعمال أطلت في الداخل والخارج, هم من سيساند الهيئة فنياً وتقنياً, وتقديم ما يلائم البيئة والمجتمع.
والطريق الطويل يبدأ بخطوة, المهم هو التصميم مع العمل الجاد المدروس, فسنرى أن التوجه للبلدان المجاورة والبعيدة بحثا عن الترويح سيتقلص, وسيكون التوجه إلى الداخل, وهي عودة إلى ماض كان¡ وبهيكل حديث وصورة جديدة تتناسب مع هذا الوقت المتطور وجيله المتطلع.




إضغط هنا لقراءة المزيد...