القاسم المشترك بين المدرسة والأسرة هو "الطالب"¡ وحول هذا يتقاسم الجانبان المسؤولية ويتكامل دورهما تجاهه لتحقيق نتائج ناجحة في جانبي العملية التعليمية والتربوية¡ حتى وقته اليومي¡ حيث يقضي في المدرسة من 6 إلى 7 ساعات في أيام الأسبوع وبقية الوقت يقضيه مع أسرتهº لذا يرى التربويون أن العلاقة بين المدرسة والأسرة متى ما كانت قويةº فناتجه طالب مثالي على الأقل!
وفي نفس المنعطف¡ يؤكد باحثو علم النفس المدرسي أن الحالة النفسيّة للطالب في يومه الدراسي إلى تحصيله العلمي¡ لا يمكن تدارك تدهورها¡ أو تراجع مستواه الدراسي طالما كانت هناك حلقة مفقودة بين الأسرة والمدرسةº لأن إشراك المدرسة للأسرة وإطلاعها يكشف جوانب مختلفة "غائبة" من حياة الطالب وواقعه !
أرباب التربية يرون أن هناك ثمة مشاكل ترتبط بعزوف الوالدين عن زيارة المدرسة تتعلق باعتقادهم أن التردد المستمر على المدرسة دليل على أن أطفالهم مشاغبون أو متعثرون¡ وقد يكون العزوف سببه أنهم يرون ابنهم محافظٌ على مستواه الدراسي¡ أما البقية فلديهم ضعف في التواصل¡ وافتقادٌ لقدرة المناقشة كعجزٍ يمنعهم من الاتصال المباشر مع المدرسة.
ومن جهة أخرى يلقي آخرون باللوم على المدرسة التي غيبت دور الأسرة¡ فمن وجهة نظرهم يرون أن المدرسة تتعمد باستقبال باهت للوالدين¡ فلا حفاوة ولا تقدير ولا برامج ولا أنشطةº وفوق هذا كله كذلك¡ لا تجعل الوالدين يغادرون أسوار المدرسة حتى تحملهم جميع مخالفات طفلهم¡ مع تنصل للمدرسة عن مسؤوليتها ما يدفعهم لعدم زيارة المدرسة¡ وقطع عهدٍ بعدم العودة إليها مرة أخرى!
أما الواقع¡ فالمراقب لما تقوم به كثير من مدارسنا لتعزيز تشاركية الأسرة يجد أنها ضعيفة لدرجة أنها لا تكلّف نفسها بتوعية الآباء بأهمية زيارة المدرسة ومتابعة مستويات أبنائهم¡ وسأقيس عليه بعدة نقاط¡ وبما أكده خبير التربية ومُدير برنامج القيادة في معهد القيادة التربوية (IEL) رولنز كويسي¡ بأن زيادة الوعي بالارتباط الإيجابي في تشاركية الوالدين مع إدارة المدرسة¡ ليُساهم بشكل كبير في زيادة مُستويات النشاط الطُلابي وتحسين العملية التعليمية والتربوية¡ مع إمكانية توطيد العلاقة الوالدية والمدرسة من خِلال وسائل التواصل الاجتماعي الحديث¡ حيث تكون المُشاركة التبادلية الفورية والفاعلة بين الأسرة ومنسوبي المدرسة¡ لتبادل الخِبرات وإبداء وجهات النظر وعرض أساليب مُبتكرة لإقامة شراكات¡ مع إمكانية استضافة خبير تربوي مرَّة أو مرتين في الأسبوع¡ لاستشارته في أمور بعينها¡ على أن يتم أرشفة الأحاديث واللقاءات السابقة¡ فضلاً عن الصور والنشرات والقرارات¡ وغيرها من المواد التي يُمكن الرجوع إليها في أي وقت¡ للاستفادة من محتوياتها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...