وبدأ العد التنازلي لانطلاقة معرض الرياض الدولي للكتاب¡ الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام¡ تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز¡ خلال 9 – 18 جمادى الآخرة 1438 هـ الموافق 7 – 18 مارس 2017.. وتشهد الساحة الثقافية والفكرية حراكاً واسعاً في الداخل¡ فدور النشر "مشغولة** على الآخر". وتعتذر دور النشر المرموقة عن عدم استقبال مؤلفات¡ لأن روزنامتها مكتظة. والمطابع محجوزة على مدار الساعة. **وبعض المؤلفين يبدون الآسف والحسرة لأن مؤلفاتهم لن ترى النور وبالتالي لن تتاح لهم فرصة "توقيع" كتبهم في معرض 2017..
ما يعيب أمثال هؤلاء**الكتاب أنهم يعملون بمقولة "الإبداع في اللحظات الأخيرة". فعلى الرغم من أن هناك فسحة وقت¡ عام كامل¡ لإعداد الكتاب للمعرض¡ يحلو لكثيرين التحرك في اللحظة الأخيرة الحرجة.. ومعروف أن نشر كتاب يتطلب خطوات وإجراءات عديدة..
لقد اتخذ معرض الرياض للكتاب موقعه بين المعارض الكبرى¡ وأصبح موسماً ثقافياً وعنواناً مهماً.. ولقد كانت خطوة لافتاً وموفقة جداً صدور التوجيه بجمع شتات**معارض الكتب التي كانت تقام في أكثر من جهة ومؤسسة¡ وتركيزها في معرض واحد سنوي تتولى وزارة الثقافة والإعلام تنظيمها.
على أن المعرض ـ**منذ بدء تظيمه بصورته الراهنة** ـ****اعتمد**أسلوب التكريم¡ وبالفعل تم تكريم**شخصيات وفئات مجتمعية يعتد باسهاماتهم الفكرية والثقافية (رواد صحافة الأفراد¡ أوائل المؤرخين السعوديين¡ رواد المنتديات الثقافية¡ العلماء**السعوديون الرواد في علم الآثار¡ الناشرون الرواد¡ المبدعات السعوديات¡ الرواد من الخطاطين المتميزين¡ مؤلفون وكتاب سعوديون¡ المسرحيون السعوديون)¡ فهو (أي المعرض) بهذا التوجه يسدي خدمة جليلة للتراث الوطني¡ وهو يقدم للأجيال الجديدة "جرعات ثقافية" هم في حاجة إليها. فأجيال وسائط التواصل الاجتماعي قلما يتوقفوا بتمعن عند محطات التاريخ¡ ولذلك فكثيرون ـ إلا من رحم ربي ـ قد أضاعوا حلقات مهمة من السلسلة الوطنية الذهبية التي تنتهي بالمعرض.
ومنذ العام 2012م درجت وزارة الثقافة والإعلام على أن يكون للمعرض عنوان¡ أو شعار**موحي ذو دلالة فكرية وثقافية. وكانت العناوين على التوالي: "الحياة.. قراءة"¡ "الحوار.. ثقافة وسلوك"¡ "الكتاب.. قنطرة حضارة"¡**"الكتاب.. تعايش"¡**"الكتاب ذاكرة لاتشيخ". فما العنوان الدلالي الذي اختارته الوزارة للمعرض هذا العام.
معرض الرياض الدولي للكتاب يبدأ الاستعداد لنشاطه الفكري والثقافي**ولم يمر على**المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية "¡ نحو أسبوعين. فالعاصمة ما تزال تعيش أجواء ذلك الحدث¡ الذي¡ أيضاً¡ أصبح عنوانا وملتقى يرتاده المثقفون من الداخل والخارج¡ وتستضاف فيه دول ..
**فيما أن الحدثان (معرض الكتاب والجنادرية) ينهلان من مورد واحد¡ هو الاعتداد بالثقافة الجادة ومصادرها¡ ويصبان في نهر واحد¡ هو تعزيز فكر** التعايش والسلم¡ وإبراز الإمكانات التي تذخر بها المملكة في رفد هذا التوجه المطلوب للسلم الاجتماعي¡ فما المانع أن يكون المعرض والمهرجان في وقت واحد¡ ويكون الموسم شهراً** ثقافياً.. يشهد خلاله الحضور المهرجان بكل جمال الثراث¡ والندوات المصاحبة¡ ويطلع على منجز الفكر الإنساني¡ ونتاج دور النشر خلال عام. ويمكن أن يكون لهيئة الترفيه دور¡ ليصبح "الموسم" جزءاً من "رؤية 2030".




إضغط هنا لقراءة المزيد...