أعلنت منذ يومين شركة مرك (Merck) المتخصصة بالصناعة الدوائية عن توقفها عن إكمال الإنفاق على تطوير علاج لمرض ألزهايمر بعد أن تبين لها عدم الجدوى في ظل غياب تقدم ملموس للأبحاث¡ وكان برنامج الشركة محل اهتمام الجميع من مستثمرين ومرضى ومراكز علاج حيث يقدر عدد المصابين في العالم بـ44 مليون مصاب.
أعرف عدداً من الزملاء -أكثر من أربعة- يعاني أحد والديهم من مرض ألزهايمر¡ وجميعهم كانوا يشكون من غياب التشخيص المبكر في المملكة ومستوى دقته والذي ممكن أن يساعد في تدارك حالة المريض وتنشيط ذاكرته.. لكن للأسف الكثير من الممارسات الطبية لدينا تساعد على تدهور الحالة بسبب إعطاء المريض المهدئات والتخدير الكامل في بعض الحالات الطبية والذي يسبب التدهور السريع للحالة المرضية¡ ومع الزمن يصبح وضعه محزناً للعائلة وهي ترى رب أو ربة الأسرة في نسيان أعز الناس وهم أبناؤه وبقدرات عقلية تجعله مختلفاً تماماً عن شخصيته القديمة والمحبوبة.
مريض ألزهايمر للأسف يعاني التشوش الفكري والذهني¡ وهذا يتطلب مهارة من حوله في التعامل معه وتهدئته أيضاً من أجل ألا يؤذي نفسه¡ فمثلاً المريض قد لا ينام أكثر من يومين¡ أو يمتنع عن الطعام بسبب أوهام في ذهنه لا وجود لها¡ كل هذا يزيد الضغط على العائلة ويتطلب نشر توعية عامة في المجتمع للتعرف أكثر على المرض وكيفية التعامل مع المريض.
من ضمن التحديات أنه غالباً ما يكون المريض أهم شخص في العائلة لأنه أحد الأبوين¡ وهنا يزيد الأمر صعوبة لأنه لا يعلم بأنه مريض ومن الخطأ -كما يذكر بعض المختصين- إخباره وإن كان يشعر بتغير قدراته¡ ومع المرض يزداد عناده وإصراره¡ وأيضاً يضعف ويتقلص رصيد الكلمات الذي في ذهنه¡ وهذا ما يجعل التواصل معه صعباً¡ خصوصاً أنه ممكن أن يتخذ قرارات تؤذي صحته وأسرته وثروته¡ وهو في هذه الحالة غير الطبيعية في ظل غياب التدريب والتأهيل المناسبة للعائلة.
من ينظر إلى شكل عقل مريض ألزهايمر بتصوير الأجهزة الطبية يتضح انكماشه وتقلص كتلته مع العقل الطبيعي كمؤشر مخيف لتدهور القوى الذهنية والذي لا تستطيع الأسرة في البداية قبول هذه الحقيقة ومن ثم التعامل معها.
مرض ألزهايمر لم ينل اهتماماً ومتابعة إلا بعد أن أصيب به الكثير من المشاهير مثل الرئيس ريغان في منتصف التسعينيات الميلادية¡ والآن أصبحنا نلاحظ كثرة إصابة المسنين¡ وهو ما يستوجب أن نعيد الاهتمام أكثر بهذا المرض سواء من حيث توعية الأسرة وتطوير وسائل التشخيص المبكر وتدريب المريض على تنشيط ذاكرته ومقاومة المرض والمشاركة في تمويل وتشجيع الأبحاث ضد هذا المرض.. وألا نغلق باب الأمل.




إضغط هنا لقراءة المزيد...