كان ترتيبنا في المؤشر العالمي لمدركات الفساد في حدود الخمسين¡ ولم يرضنا هذا¡ وناقشناه ووجدنا الحل كما يبدو في تناسي أدوار الأجهزة المسؤولة القائمة مثل المباحث الإدارية وديوان المراقبة وهيئة الرقابة وتكوين جهاز يهتم بمواجهة الفساد بشكل مباشر وبمسمى مباشر فأوجدنا نزاهة.
الذي حدث بعد ذلك أن نزاهتنا تراجعت¡ فتراجع ترتيبنا¡ ثم تدهور حتى وصل الآن إلى 62¡ وليس من الإنصاف القول إن نزاهة دهورت ترتيبنا¡ لكنها لم تستطع تحسين المستوى¡ ولا إيقاف التدهور¡ لأنها جهاز غير فاعل¡ بلا سلطة¡ شيخ بلا أسنان.
أي جهاز يُراد منه أن يواجه الفساد لا بد أن يكون لديه سلطة كافية.. لا بد أن يكون قادراً على التحقيق والتحويل للقضاء¡ مثلما يحدث في الدول الأخرى¡ ومثلما يحدث عندنا في هيئة سوق المال¡ التي لا يمكن القول إن دورها ينبغي أن يكون أقوى من دور نزاهة.
أمس قالت لنا نزاهة إنها رفعت قضية لابن أحد الوزراء للمقام السامي.. يعني هي تريد أن تقول لنا: اعذروني فليس لدي سلطة.
بصراحة نزاهة مثل بعض أجهزتنا الأخرى ولدت هكذا¡ ومن يتابع نشاطها وأخبارها وتصريحاتها¡ بل ونتائج جهودها -وهذا هو الأهم- فقد يحكم أنها مجرد ديكور.




إضغط هنا لقراءة المزيد...