ما فعله الحكمان تركي الخضير وخالد صلوي في مواجهتي النصر والفيصلي والخليج والأهلي في الجولة الـ20 من "دوري جميل" جاء ليؤكد أن التحكيم السعودي وصل إلى قاع القاع¡ وأنَّه بات جنازةً تنتظر الدفن¡ بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض¡ واستمرار أهل المريض يكابرون وينكرون الحالة المتردية التي وصل لها المرض¡ وبعد محاولاتٍ يائسة لإنقاذ المريض بالإبر المسكنة¡ وبعد أن تعاقب على علاج الحالة عدد من الأطباء العاجزين الذين يصح أن ينطبق عليهم قول الشاعر: طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل¡ وتعاقب عدد من الحكام أصحاب التاريخ التحكيمي الكارثي على رئاسة لجنة الحكام الرئيسية كان لابد أن تكون نتيجته حكام كالخضير وصلوي¡ لأن فاقد الشيء لا يعطيه!.
التحكيم السعودي أصبح كابوساً¡ والأخطاء التحكيمية أصبحت كارثية¡ والقول بأنها مجرد أخطاء تقديرية وطبيعية تقع من كل الحكام¡ وأنَّها جزء من لعبة كرة القدمº أصبح قولًا ساذجًا لا يردده إلا المستفيدون من هذه الأخطاء¡ التي منحت البعض ما ليس لهم¡ ومنعت البعض من حقوقهم¡ بطريقة لم يعد لإحسان الظن فيها مكان!.
قرار الاتحاد السعودي الجديد لكرة القدم برفع عدد طواقم التحكيم الأجنبية إلى ثمانية طواقم جاء لينقذ المتضررين من الصافرة المحلية¡ فسارعوا للاستنجاد بالحكم الأجنبي هربًا من الأخطاء الغريبة والأداء الضعيف للحكم السعودي¡ كما فعل الهلال في مبارياته الأخيرة¡ وآخرها طلبه لحكم أجنبي في مواجهة مضيفه الاتحاد والفتح¡ أما امتناع الآخرين وتحديدًا منافسي الهلال على اللقب عن طلب الحكم الأجنبي فقد جاء ليكشف المستفيد الحقيقي من الصافرة المحلية¡ بعيدًا عن أكاذيب "الإعلام الأغبر"¡ التي حاول من خلالها أن يزوّر الحقيقة التي كشفتها الأحداث والوقائع!
لم يعد للأصوات التي هاجمت قرار اتحاد القدم إلا أن تتراجع وتخجل¡ وبات على كل من يرغب بمنافسة نظيفة وشريفة وعادلة أن يُطالب بفتح الباب لاستقطاب الحكام الأجانب (المميزين) لإنقاذ مسابقاتنا ومنافساتنا¡ حتى يتوقف مسلسل الأخطاء التحكيمية الكارثية¡ وحتى لا نشاهد مجددًا ضربات جزاء تحتسب من خارج منطقة الجزاء¡ أو ركلات جزاء (وايرليس)¡ وحتى لا نشاهد سوى الأخطاء التحكيمية الطبيعية.
أما من يرغب في دعم التحكيم السعودي وانتشاله من واقعه المزري¡ فعليه أن يطالب بتطوير الحكم السعودي أولًا من خلال برامج تطويرية حقيقية¡ والعمل على حسن اختيار الحكم وتدريبه¡ وقبل ذلك اختيار الرئيس (القدوة) للجنة الحكام¡ والقادر على تقديم حكام سعوديين يستحقون الدفاع عنهم والمطالبة بهم.




إضغط هنا لقراءة المزيد...