استقطبت الرحلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى بعض الدول الآسيوية كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لما لهذه الزيارة من أبعاد سياسية, واقتصادية, من شأنها تضافر الجهود في العمل من أجل تكريس وتأكيد أعمال نافعة في البناء والتطوير وترسيخ التطلعات بالعمليات الفعلية التي ستكون في المصلحة التي تنشدها الدول المنتجة والمستقرة, فالمملكة بمكانتها الدينية والاقتصادية, والاجتماعية تفرض احترامها بما تتبعه من سياسة العمل المتواصل من أجل السلام الشامل في كل أنحاء العالم, فهي بعلاقاتها المتميزة مع الدول الصغيرة والكبيرة دائبة المبادرات في الدعوة إلى السلام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
الزيارة الملكية الأخيرة والتي مازالت قائمة حيث بدأت بماليزيا, ثم بإندونيسيا, وسلطنة بروناي, وستشمل اليابان والصين, وجزر المالديف, فكل الدول التي زارها كانت تستقبل خادم الحرمين الشريفين بالحفاوة البالغة, متطلعة إلى مشاركات مفيدة للطرفين لما هناك من روابط ومصالح تاريخية بين بعضها البعض, حيث العلاقات القائمة على الاحترام وتقدير المسؤولية, فلكل من هذه الدول, أو معظمها جاليات, أو أفراد يعيشون في المملكة ويلقون كل تقدير في ظلال الأمن والاستقرار, ويعاملون معاملة حسنة رسمية واجتماعية, ويحصلون على حقوقهم المشروعة التي يتكفل بها من قبل مستقدميهم, كما يعالجون في المستشفيات الحكومية مثل إخوانهم السعوديين, فبعضهم مضت عليه عقود وهو يعمل ويلقى المعاملة الحسنة, يذهب في إجازة ثم يعود بكل سهولة ويسر لكونه قد توطنت بينه وبين الذين يعمل معهم عرى الصداقة, كما أنه ضمن حقوقه وربما زادها من أحسن التعامل معه, هذا من ناحية الأفراد.
أما من الناحية العليا, وأعني بها العلاقات السياسية, والمصالح المشتركة, المتمثلة في التبادل الدبلوماسي, والاقتصادي, من استيراد وتصدير, وتعاقدات بين الشركات, والوزارات, والمؤسسات التي تعمل في المشروعات التنموية في كياننا الكبير الذي تساهم في إطاره شركات عالمية من مختلف دول العالم المتقدم, نظرا لما تشهده المملكة من نمو عمراني وتوسع في القرى التي أصبحت مدناً, والمدن التي شابهت, وفاقت مثيلاتها في الدول الكبرى والنامية, ومازال المستقبل يحمل في عطاءاته الشيء الكثير, وذلك فيما رسم من خطط ويعمل على تنفيذها حسب رؤية (2030) التي تسير وفق ما هو محدد لها في الأجندة المعدة لها, والتباشير تنبئ بالقادم المفيد للحاضر والمستقبل الذي هو غاية المراد في البناء الشامخ الذي يزداد شموخا مستوعباً المستجدات, ضامنا العيش والأمان في سلام مع العالم أجمع, والتصدي لكل معتد, وكبح جماح أصحاب الأوهام من العابثين بقدرات دولهم, والذين لا هم لهم إلا تكريس ومحاولة زرع الفتن والقلاقل في المنطقة, وفي هذه الزيارة أثبتت الدول التي شملتها الزيارة الملكية التاريخة مواقفها المؤيدة والمساندة لسياسة المملكة, والعمل معها كل حسب قدرته من أجل المحافظة على الإنسان واحترام حقوقة وعيشه في وطنه بأمان.
إنها زيارة ملكية تاريخية لفتت أنظار العالم, وما ظهر من وقائعها يبشر مؤكدا أن الأعمال المشتركة والتواشج الأممي من مقومات الحضارة الإنسانية الأساسية التي يتوجب السير في طريقة تأكيدها والمحافظة عليها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...