يبدأ þسمو ولي ولي العهد زيارة عمل للولايات المتحدة الأميركية يلتقي خلالها الرئيس الأميركي وعدداً من المسؤولين.. وسموه أول مسؤول سعودي يدخل البيت الأبيض في عهد ترامب.. واللقاء له أهمية كبيرة على كل المستويات.. حيث لا يمكن اختصارها في جانب دون آخر..
العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة ليست مجاملة أو مشاعر عابرةº بل علاقات مصالح تتجاوز الحملات الانتخابية إلى تشابك استراتيجي.. ومعروف عن الولايات المتحدة أنها تتواجد حيث مصالحها ولا شيء آخرº حيث القاعدة الأساسية للعلاقات الأميركية مع كل دول العالم دون استثناء.. حتى أنها تتهم أحيانا بالازدواجية وذلك لفرط التناقض في نظر بعض التعليقات السياسية التي تفتقد إلى الشمولية.
عندما قدم ترامب قائمة الدول الممنوع مواطنوها من دخول بلادهº كان صادماً للمتربصين بالعلاقات بين الرياض وواشنطن أن السعوديين لم تشملهم القائمة¡ السعوديون الذين كانت علاقتهم بواشنطن خلال فترة الانتخابات مثار تنبؤات سلبيةº يدخلون اليوم البيت الأبيض كشركاء بينما العديد من الدول المارقة تقف على الحدود.
الأمير محمد بن سلمان يحمل إلى واشنطن العديد من الملفات لكن الاقتصادية لها الأولوية في حقيبة سموه للعلاقات مع واشنطن.. ولا شك أن استثمارات المملكة في أميركا ليست رقما ضخما كما يبالغ البعض لكنها غير متقلبة ويمكن الوثوق بها والتنبؤ بمستقبلهاº وهذه ميزة نسبية للمستثمر السعودي¡ وهو سر استمرار نمو التبادل الاقتصادي بين البلدينº كما أن الطرفين لديهما الثقة بأن المشاكسات الانتخابية والمواقف العابرة ليست ذات تأثير على مسار العلاقات الاقتصادية.. وأن مئات المليارات التي تستثمرها المملكة في أميركا هي خارج مساومات السياسيين أو مديري الحملات الانتخابية..
نقطة أخرى وهي وذات أهمية كبيرة.. أن هناك استثناء لحضور القادة السعوديين في البيت الأبيضº حيث حضورهم كشركاء في الحلول وليس كأطراف في النزاعات أو متطلعين للدعم والمساعدة.. وفرق كبير بين من يأتي كشريك ومن يأتي محتاجاً أو طرفاً في نزاع.. المسؤول السعودي عندما يأتي لواشنطن فإنه يعرض قدرات وإمكانيات يمكن مشاركتها مع الطرف الأميركي.. وكذلك الطرف الأميركي في نظرته للشريك السعودي بوصفه قادرا على الوفاء بمتطلبات الشراكة.. ولديه أدواته المؤثرة في الاقتصاد والسياسة وفي قيادته للأمة الإسلامية.
انتهت علاقات واشنطن بالكثير من الدول لمجرد الشبهة.. لكنها استمرت مع السعودية رغم عشرات المؤامرات والانعطافات الخطيرة..
من كان يتوقع أن نتحول مع واشنطن إلى شركاء في محاربة الإرهاب الذي كان الهدف منه دق إسفين بين البلدين وكادت تنتهي بكارثة.. لولا الحقائق البعيدة عن دعايات التزييف والتحريف.
مختصر العلاقة أن المملكة ليست رقماً إضافياًº بل هي الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه.




إضغط هنا لقراءة المزيد...