الموضوع: قطرات التهامــ ابورهف ــامي

[align=center]القطرة الثانية
(2)
الرحمة المهداه[/align]
[align=center]قال تعالى ( ومآأرسلناك إلا رحمة للعالمين)[/align]

هذه نماذج من رحمته صلى الله عليه وسلم
[align=justify]1) كانت رحمته بالمسلمين عظيمه : عن ابي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها ¡ فأسمع بكاء الصبي ¡ فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه.
2) كانت رحمته تدفعه لأن ينهى المسلمين عن التشدد في الدين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال : ماهذا الحبل ¿ قالوا هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلقت ¡ فقال النبي صلى الله عليه وسلم :لا حُلُُّوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد.
3) عن جابر بن عبدالله قال كان رسول الله في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه ¡ وقد ظُلل عليه ¡ فقال : ماله¿ قالوا : رجل صائم ¡ فقال رسول الله : ليس من البر أن تصوموا في سفر.
4) وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيخاً يهادى بين ابنتيه فقال : ما بال هذا¿ قالوا : نذر أن يمشي ـ أي إلى الكعبة المشرفةـ قال : " إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني" وأمره أن يركب.
5) ودفعته رحمته لأن يضع هذه القاعدة الشرعية العظيمة:" مانهيتكم عنه فاجتنبوه ¡ وما أمرتكم به فافعلوا منه مااستطعتم ¡ فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم ¡ وأختلافهم على أنبيائهم". يتبع....[/align]التهــــ ابورهف ــامي

[align=center]تابع الرحمة المهداه
ولايخطر ببال أحد من البشر أن تمتد رحمة انسان لتشمل أعداءه!!!
[ولكن ذلك قد كان للمصطفى صلى الله عليه وسلم ! فعندما أسلم (ثمامة بن أثال) سيد أهل اليمامة قال للرسول :" والله ماكان على الأرض وجه أبغض إلى من وجهك ¡ فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلى ¡ والله ماكان من دين أبغض إلىّ من دينك ¡ فأصبح دينك أحب الدين إلى ¡ والله ما كان من بلد أبغض إلى من بلدك ¡ فأصبح بلدك أحب البلاد إلىّ ¡ وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة ¡ فماذا ترى ¿ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم ¡ وأمره أن يعتمر.
فلما قدم مكة قال له قائل : صبوت : قال : لا والله ¡ ولكني أسلمت مع محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ¡ ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبةُ حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
وكانت قريش تعتمد على قمح اليمامة ¡ فلما عاد إلى اليمامة ¡ نفذ ما أقسم عليه ¡ فمنع إرسال القمح إلى قريش حتى يتبعوا محمداً عن آخرهم ¡ كما صرح لهم بذلك.
فلما أضرًّبهم كتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عهدنا بك وأنت تأمر بصلة الرحم ¡ وتحض عليها ¡ وإن ثمامة قد قطع عنا ميرتنا ¡ وأضرّ بنا ¡ فإن رأيت أن تكتب إليه أن يخلي بيننا وبين ميرتنا فافعل .
فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : وأن خل بين قومي وبين ميرتهم.
.... يا للخلق العظيم الذي يجب أن يقتدي به البشر !
أهذا حلم على حماقة قريش¿
أهذا عفو القادر على الأنتقام¿
أهذا صبر على أذى الأعداء¿
أهذه رحمة بالمشركين الذين آذوا النبي ومن معه ¡ وأخرجوهم من وطنهم مكة¿
إن عمل النبي هنا يجمع هذه الفضائل كلها ¡ فهو لم يأمر ثمامة بأن يمنع القمح عن مشركي مكة. لكن إسلام ثمامة هو الذي دفعه إلى أن يعاقب قريشاً بما يستطيع أن يعاقبها به ¡ جزاء لها على بغيها ومحاربتها للمسلمين وتحرشها الدائم بهم.
وقد كان من حق ثمامة أن يفعل ذلك ¡ لأن قريشاً مع المسلمين في حرب متصلة ¡ ولأن قريشاً استباحت لنفسها من قبل أن تقاطع المسلمين ¡ وأن تحصرهم في شعب بني هاشم في مكة¡ وأن تتعاهد على تجويعهم ومقاطعتهم وهي ما تزال جادة في إنزال الأضرار بهم ما وجدت للإضرار سبيلاً.
لكن رحمة النبي كانت أعلى من الخصومة¡ وأرفع من العداوة ¡ وأعظم من مقابلة التجويع بمثله فأنه لم يكد يقرأ كتاب قريش حتى أرسل إلى ثمامة أن يخلي بينها وبين حنطة اليمامة ¡ وهو يعلم أن تجويع قريش يضعفها أشدُّ الضعف ¡ ويقيه شرورها ¡ ولعله يعجل بسعيها إلى اعتناق الإسلام.
فهل لبعض الدول المعاصرة التي تدعي العلم والتقدم والحضارة آذان تسمع¿ هل لها عقول تعي¿
هل لها بقايا من الضمائر تتقبل التربية والعلاج¿
أما آن لها أن تعلم أن علمها زائف ¡ وأن تقدمها تأخر ¡ وأن حضارتها همجية¿
إنها تتخذ القمح والمال والدواء والسلاح وغيرها حبائل لاقتناص المحتاجين ¡ وأغلالاً في رقاب الطالبين ¡ ووسائل لإغراء المتطلعين ¡ ثم تقترف أحطّ أنواع الخسة ¡ فتضاعف الجريمة ¡ إذ تحتجز قمحها وغيره لا عن خصومها فحسب ¡ بل على الذين يتأبون على الخضوع الذليل ¡ والتبعية المهينة. "(وما أشبه اليوم بالبارحة)" انتهى
التهــ ابورهف ـــامي [/align]