منذ أشهر احتفلنا باليوم العالمي للقصة والأسبوع الماضي احتفلنا أيضاً باليوم العالمي للشعر¡ وهذا الأسبوع وتحديداً 27 مارس احتفلنا باليوم العالمي للمسرح¡ الاحتفال يعتبر تظاهرة جيدة تدفع جميع المؤسسات الثقافية بتقديم فعاليات مختلفة¡ فمثلا في يوم القصة اقيم في أغلب الأندية الأدبية أمسيات قصصية¡ وشهادات ومحاضرات -وإن كانت محدودة - عن الفن القصصي¡ وفي يوم الشعر اقيمت أيضاً مجموعة من الأمسيات الشعرية في أغلب المؤسسات الثقافية¡ بالنسبة ليوم المسرح العالمي يختلف قليلاً¡ حيث هنالك رسالة لأحد المهتمين بالمسرح تترجم إلى كل لغات العالم وتقرأ في جميع المسارح المحتفية بهذا اليوم¡ وقد شارك في كتابة الرسالة عدد من المسرحيين العالمين ومن العرب كانت هنالك مشاركة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي وهو من أهم الداعمين للمسرح العربي¡ وقبل ذلك كانت هنالك رسالة للرائد المسرحي الراحل سعد الله ونوس التي قال فيها عبارته الشهيرة "نحن محكومون بالأمل"¡ وهذا العام كلمة يوم المسرح العالمي كتبتها ايزابيل هيوبرت من فرنسا.
الاحتفال بفن أدبي شيء جميل جداً¡ ولكن ما الذي يحدث هنا¡ هذه الاحتفالات شبه خاصة¡ فالقصة لا يحضر لأمسياتها إلا كل من له علاقة بالقصة¡ وكذا الشعر والمسرح¡ على الرغم من أن المسرح من المفترض أن شريحته الجماهيرية واسعة وكبيرة¡ ولكن ما يحدث العكس¡ الذي يحضر مجموعة من المهتمين فقط .
أنا أتمنى أن تتوسع دائرة الاحتفال بهذا اليوم¡ فقراءة قصة أمام عشرة أشخاص في مؤسسة ثقافية¡ فعالية جيدة ولكنها تبقى في دائرة الأنشطة النخبوية¡ قد لا تدخل في اهتمام كثير من المثقفين¡ أتمنى وقد سبق أن طرحت ذلك أن يستفاد من هذا اليوم بمراجعة ورصد الحركة القصصية أو الشعرية أو المسرحية خلال عام منصرم¡ هنالك مجموعات قصصية ودواوين شعرية صدرت وهنالك أسماء تميزت¡ إضافة إلى أن هنالك أسماء كرست نفسها لكتابة القصة أو الشعر ولها تجربة طويلة¡ مثل هذا اليوم فرصة جيدة لتكريم المتميزين من كتاب القصة والشعراء والمسرحيين.
لنكن صادقين.. الاحتفال بيوم القصة والشعر يعتمد على الارتجال والعلاقات الخاصة¡ وكل فئة تحتفل بمعزل عن الأخرى¡ بدون أي أصداء إعلامية واضحة¡ وهذه الأيام ثابتة ومعروفة¡ وهنا لا ننسى مطلقاً يوم سيأتي لاحقاً ويتسم بالشمولية وهو اليوم العالمي للكتاب¡ والذي أيضاً سيمر مرور الكرام.
لا بد أن نأخذ الجانب الإيجابي لهذه الأيام وهو تنشيط فن ثقافي¡ والاحتفال به¡ أتمنى أن تكون كل أيامنا احتفالات بالثقافة والفن.




إضغط هنا لقراءة المزيد...