لم يسفر اجتماع لافروف - تيلرسون عن نتائج مهمة فيما رشح عن اجتماعهما أمس¡ فمن الواضح أن موسكو لن تستجيب للدعوات الدولية بردع الأسد وصولاً إلى تخليه عن السلطة¡ وليس أوضح من مبرراتها لمجزرة خان شيخون ودفاعها المستميت عن النظام السوري رغم بشاعة جرائمه واستمراره بارتكابها الواحدة تلو الأخرى دون رقيب أو حسيب طالما كانت روسيا تعتقد أن ذهاب النظام السوري سيطلق أيدي الإرهابيين في سورية متجاهلة أن النظام السوري هو الإرهاب بعينه¡ وممارساته هي جرائم حرب من الدرجة الأولى تستحق أقسى أنواع العقوبة¡ فهو يقتل شعباً أعزل من أجل البقاء في السلطة.
اختلاق روسيا الأعذار للنظام السوري ودفاعها عنه لن يكون في مصلحتها على المديين القريب والبعيد في المنطقة العربية وعلى المستوى الدولي¡ فهي تغرد خارج السرب بتبنيها لذاك النظام الذي أخطأ في حق البشرية ولا يحترم الأعراف والقوانين الدولية بل ويضرب بهما عرض الحائط مستغلاً الحماية الروسية¡ من أجل ذلك على روسيا التفكير وبعمق في الاستمرار في دعم هذا النظام¡ وعليها أن تعيد حساباتها بين الربح والخسارة في أن تبعد نفسها عن نظام دموي أدانه العالم أجمع وما زالت تحتضنه وتبرر أفعاله غير الإنسانية¡ وهي بذلك تضع نفسها محل تساؤل يحمل الكثير من علامات الاستفهام المبهمة¡ قد نفهم أن روسيا لها مصالح إستراتيجية في سورية¡ وما لا نفهم لماذا تعتقد روسيا أن تحقيق مصالحها في سورية والمنطقة مرتبطة بوجود النظام السوري¿ فروسيا دولة عظمى يرغب الجميع في إقامة علاقات متوازنة معها¡ ولكن بانحيازها التام للنظام الدموي في سورية فإنها ستفقد الكثير مما اكتسبت في حقب سابقة.
وعوداً على بدء إذا لم يحقق اجتماع لافروف - تيلرسون أي اختراقات مهمة في ملف الأزمة السورية فالنتائج ستكون عكسية¡ وسيشهد المقبل من الأيام المزيد من التأزم¡ وسيظل الشعب السوري هو من يدفع الثمن غالياً.




إضغط هنا لقراءة المزيد...