يوجد في الطبيعة 118 عنصرا¡ ولكن ظهور الحياة يتطلب عنصرا واحد فقط..
لا تحتاج الحياة (كي تظهر) إلى عناصر كثيرة مثل الهيدروجين والحديد والهيليوم والزئبق والكالسيوم ولكنها تحتاج للكربون لبناء مخلوقاتها الحية.. لهذا السبب يمكن القول إن الحياة على كوكب الأرض "كربومائية" كونها تعتمد على وجود الكربون ضمن وسط مائي يسمح ببدء التفاعل وتشكيل الروابط.
لا يعرف أحد إلى الآن إن كانت هناك أنواع أخرى من الحياة في الكون (لا تعتمد على الماء والكربون) ولكن المؤكد أنه لم يكتشف نوع آخر من الحياة فوق كوكب الأرض..
لن أدخلكم في متاهات الكيمياء العضوية ولكنني أشير فقط إلى أن الكربون يتمتع بقدرة مذهله على تشكيل سلاسل وروابط كيميائية تشكل عددا كبيرا من المركبات العضوية.. حين يرتبط مع الأوكسجين والنيتروجين والكبريت¡ يشكل السكريات والدهون والأحماض الأمينية التي تتركب منها المخلوقات الحية (بما في ذلك حمضنا الوراثي الـDNA)..
ومن بين كافة العناصر الـ(118) يأتي السيليكون كأقرب العناصر المرشحة لبناء الحياة فوق الكواكب البعيدة.. فهو ثاني أكثر العناصر نشاطا وانتشارا والأقرب من حيث القدرة على تشكيل السلاسل الكيميائية.. غير أن الحياة فوق الأرض يحتكرها الكربون فقط الأمر الذي حير العلماء وجعلهم يتساءلون إن كان هذا هو يحدث أيضا في كافة أرجاء الكون.. هل جميع أشكال الحياة كربونية (مثل الأرض) أم توجد كواكب بعيدة تملك حياة مختلفة لا يدخل ضمنها الماء والكربون¿
في كتاب "الحياة البعيدة" يقول عالم الكيمياء سيريل بونامبيروما: "إذا كانت هناك حياة في مكان آخر في الكون فستكون مماثلة لحياتنا على الأرض".. غير أن هناك آراء مخالفة لا تستبعد وجود حياة مختلفة جذريا تعتمد على عناصر أخرى كالسيليكون¡ وأول من افترض هذا الفيزيائي الألماني يوليوس شاينر عام 1891 حين كتب مقالا ناقش فيه احتمال وجود حياة خارج الأرض قائمة على عنصر السيليكون.. وبعده بعامين أكد عالم الصيدلة البريطاني جيمس إيمرسون احتمال تشكيل السيليكون للبنة الحياة فوق الكواكب الملتهبة مثل كوكب عطارد (كون معظم مركبات السيليكون تستقر في درجة الحرارة العالية¡ وبالتالي لا يستبعد ظهور مخلوقات تعيش في الجحيم).
وبناء على هذه الفرضيات كتب رائد الخيال العلمي جي ويلز تصورات خيالية قال فيها: "من المذهل تخيل كائنات تتكون من السيليكون والألومنيوم¡ وتتجول في غلاف جوي من الكبريت المشتعل¡ وتسترخي قرب شواطئ من الحديد السائل والمذاب"..
وفي عام 1971 قالت جمعية الفلك الكندية إن لديها أدلة مختبرية ترجح وجود حياة تعتمد على "سيليكونات الفلور" بدلاً من الكربون على كواكب تتجاوز حرارتها 400 مئوية.. وفي هذه الحالة سيكون الكبريت سائل الحياة لمخلوقات تلك الكواكب¡ في حين سيكون النشادر هو سائل الحياة على الكواكب التي تنخفض فيها درجة الحرارة دون الصفر!
.. وحتى يصبح الأمر مؤكداº هل خطر ببالكم -أثناء قراءتكم لهذا المقال- أن الجن خُلقت من نار¡ والملائكة من نور¡ والأشباح من موجات كهرومغناطيسية.. (ويخلق مالا تعلمون)..




إضغط هنا لقراءة المزيد...