حتى إلى ما قبل الضربة الأميركية للقاعدة الجوية السورية "الشعيرات".. كان يحلو لكثيرين أن يصفوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكأنه أحد زعماء العالم الثالث.. الذي ما إن يتبوأ الكرسي حتى يبدأ بالوعود والتهديدات.. كفعل للاستهلاك الخطابي.. ليس إلا¿.. حتى أن بعض العرب أشاروا إلى أنها قد تلبست ترامب من فرط ثقافته التي اكتسبها من تلك الدول جراء انتشار تجارته فيها.. لكن ما فعله تجاه فعل بشار الدنيء ضد شعبه كان حاسما ولافتا وملغيا ذلك التصور.. بأن لا بد من عقاب هذا المجرم حتى لو احتمى بالروس.
لقد فهم ترامب ومعاونوه اللعبة الروسية مع نظام بشار تلك التي أرادت أن تجعل من ضرب خان شيخون بالكيماوي كبالون اختبار للإدارة الأميركية الجديدة فإن هي خنعت وتمسكت بالشجب والتهديد فقط فهي كسابقتها "ظاهرة صوتية" لن تمنع نظام بشار من استمرار عدوانه بكل خساسة على شعب هو ينتمي له.. متوقعين أن تكون الخبرة الضعيفة لترامب كفيلة بجعله يستمر صوتا دون فعل وظنوا ايضا أنه سيتغاضى عن الهجوم لأن شأناً داخلياً أميركياً يهمه أكثر من الخارج.
لقد أعاد ترامب الهيبة الأميركية وقدرتها على ضبط العالم خاصة الأنظمة المجرمة¡ وهو ما يجعلنا أكثر تأكيدا بأن تعيد روسيا حساباتها في المنطقة وما تفعله بأبناء سورية العزل المساكين دعما لبشار وأذناب الفرس.. تلك القوى الباغية التي استفادت من الهدوء الأميركي المبالغ فيه ذلك الذي سبق وصول الرئيس الجديد.
الضربة الأميركية أعادت التفاؤل بأن ترامب مدرك للواقع وحقيقة ما يجري وما كشفه لواقع إيران الإرهابي أثناء حملته الانتخابية إلا دليل أمثل على أنه يعرف الكثير عن المنطقة ومركز السوء فيها.. ولعله في طريقه لمسح الصورة الهزيلة عن الولايات المتحدة التي رسمها سابقه أوباما الذي صنع تسامحا حد الاستجداء والتنازلات مع إيران وبشار.. أيضا اعادت التفاؤل للمعارضة السورية التي إلى زمن قريب تعاني من سطوة الروس على المفاوضات من جراء ضعف الموقف الأميركي.
نتمنى كمحبين للسلام والهدوء في العالم أجمع أن يكون الرئيس الأميركي الجديد أفضل من سابقه ذلك الرئيس الذي انحنى للفرس¡ بل إنه لم يكتف بذلك بل شرّع برنامجهم النووي وتركهم يعبثون بالمناطق العربية الرخوة.. وهو بلا شك ما لم يوافق عليه ترامب.. نريده ماسحا لذلك الأثر الأوبامي النتن الذي زاد من الإرهاب والتفجيرات وسطوة داعش¡ وإرهاب إيران.
الأهم في القول إن أميركا أسيرة لمصالحها وستبرهن الأيام أن ترامب أقدر على تحقيق ذلك من سابقه¡ بل نتمنى أيضا أن تبرهن على أنه أكثر جرأة على اتخاذ القرارات الحاسمة في الأوقات الحساسة إذا ما كان ينشد الهدوء للعالم من واقع دور بلاده كشرطي العالم.. هذا ما نرجوه من الرئيس الأميركي الجديد ونتمناه.. حتى لا يكون للروس والإيرانيين أدوار أخرى في جر العالم إلى مآسٍ جديدة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...