لعل أهم توجهات المشهد الاقتصادي في المملكة تحويل مراكز التكلفة في قطاعات حكومية¡ وخدمية إلى مراكز ربح¡ تغني عن الدعم الحكومي المباشر¡ ورفع كفاءة الصرف¡ ورفع جودة الأداء.. وهي توجهات تحتاج في الغالب إلى هيكلة إدارية¡ واستقطاب كفاءات قادرة على ترجمة توجهات الحكومة بتحقيق استدامة الموارد المالية¡ وإتاحة المجال للاستثمار فـي برامج طويلة المـدى.
من أكثر القطاعات الحكومية التي بذلت فيها الحكومة الكثير من الصرف¡ وتأسيس منشأت عملاقة.. قطاع الرياضة¡ ورغم ذلك فإن الطموحات على مستوى الإنجازات¡ وتحقيق البطولات¡ وانتشار الرياضة المجتمعية ليست بطموح المسؤول¡ وتوقعات المواطنº رغم أن أهم خصائص السعوديين هو أن أعمارهم تقع في سن الإقبال على الرياضة مشاهدة¡ وتشجيعاً¡ وممارسة¡ وهو أمر لم يستغل¡ أو يترجم إلى مباردات وبرامج داعمة¡ بل إنه حتى لم يواكب في بعض المدن في بنية تحتية رياضية تستوعب هذا الإقبال¡ والحماس.. وتحويل حماس الشباب إلى إنجازات¡ ومواقع ممارسة رياضية بكل أنواعها¡ تبعدهم عن أوكار الفتن¡ ومستنقعات الضلال.
الرئاسة العامة لرعاية الشباب¡ بقيادتها الجديدة من الأمير عبدالله بن مساعد أدركت أهمية هذه التوجهات¡ فبدءاً من تحويلها إلى هيئة عامة تعنى بالقطاع الرياضي¡ وحتى قرار مجلس الوزراء يوم أمس الذي جعل "ارتباط الهيئة العامة للرياضة تنظيمياً بسمو رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية".. مروراً بالتحول الجذري للجنة الأولمبية العربية السعودية شكلاً ومضموناً وأهدافاً وتوجهاً ضمن أربع مدن رياضية للألعاب في الرياض¡ وجدة¡ والدمام¡ وجازان.
المرحلة المقبلة للهيئة العامة للرياضة التي عززت من أهمية "الارتباط الجديد" بالمجلس الاقتصاديº مرحلة التحول المهمة للأندية لبدء مرحلة تخصيصها¡ وتحويلها بالفعل إلى مراكز ربح¡ وجذب جماهيري ورياضي.. وهنا نتحدث عن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق مسيري الأندية السعودية خاصة الكبيرة منها¡ لمواكبة الجهود الحكومية الكبيرة لإعادة هيكلة القطاع الرياضي¡ والاستفادة من حجم الإقبال الهائل من السعوديين على كرة القدم ممارسة ومتابعة.
تحويل الإدارة الرياضية من وجاهة¡ ومراكز تكلفة إلى إنجازات ومنجزات ومراكز ربح¡ ستكون أكثر وأسرع بعد الارتباط الجديد للهيئة بمجلس الشؤون الاقتصادية.




إضغط هنا لقراءة المزيد...