ويبقى التعليم هو المحرك الرئيس للازدهار والرفاهية على مستوى الأفراد والمجتمعات¡ وواحدا من أهم العوامل التي تعمل على دفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة في أي رقعة في العالم¡ وطريقاً مهماً للوصول نحو الريادة العالمية والتقدم الاقتصادي¡ ومنه نكتشف أن هناك اليوم حدوث طفرة وتزاحم كبيرين في أنظمة التعليم¡ وبروز "رأس المال" المستثمر في مشروعات لتمويل التعليم باعتباره "المحرك لقواعد اللعبة"!
وفي المنعطف نفسه¡ نجد اليوم هناك علاقة وثيقة بين النمو الاقتصادي وجودة التعليم¡ خصوصاً في دول الأسواق أو الاقتصاديات الناشئة التي تتمتع بتدافع الطبقات الوسطى المتنامية نحو الطلب على أنواع خاصة من التعليم لتلبي احتياجات وطبيعة هذه الأسواق المتطورة بسرعة متزايدة¡ لاسيما في مجالات التكنولوجيا والمعلومات ووسائل الاتصال.
وبما أن الأسواق الناشئة مثقلة بالأعباء وغالباً ما تفتقر إلى الموارد البشرية والمالية¡ ففتح الباب تجاه ضخ رأس المال الخاص والخيري استثمار حتميّ¡ فالمؤسسات التعليمية الممولة من القطاع الخاص اليوم لديها قدرة أسرع على الابتكار والتوسع وتحمل المخاطر والتركيز على المنتج¡ شريطة ألا يكون الربح المادي مقدماً على التأثير المجتمعي لتحقيق المساواة في فرص التعليم.
ورغم أن الحاجة لم تزل ملحة في عدد كبير من بلدان العالم والأسواق الناشئة لرأس المال العام والخاص والخيري الداعم لأنظمة التعليم ومؤسساته المختلفة والمتنوعة¡ حيث يمكن توافره من التوسع جغرافيا والابتكار في تقسيمات التعليم وفرص المنافسة¡ وكذلك بالتركيز على النتائج في قطاع التعليم¡ رغم وجود عدد من التحديات المتعلقة بالربح والمخاطرة وإمكانية قياس النتائج¡ وهذا يمكن التغلب عليه بتحديث الأطر التنظيمية وتطوير فلسفة المستثمرين وربطها بأهداف السوق المستدامة¡ والسعي نحو تحقيق عوائد مادية واجتماعية على حد السواء.
وطننا اليوم¡ يسعى سوق التعليم فيه إلى صنع فرص استثمارية بقيمة 1.4 تريليون عند بلوغ العام 2020م¡ ويتطلع إلى استثمار التسارع المبهر في إنتاج البحوث والاختراعات في مجال تطوير التعليم وفي الأجهزة التقنية التي تزيد من فاعلية عملية التعلم¡ وعملية نقل المعلومة وتبادلها وتوصيلها للمتلقي¡ وهذه خطوات مهمة توفر فرصاً استثمارية فريدة للتعليم وفتح آفاق جديدة في تطوير قطاعاته.
بقي مع ذلك أن نضع حسباناً أولاً وأخيراً¡ إلى "رأس المال البشري"¡ الكنز المدفون والذي اكتشفه العالم وحقق من خلاله أقصى درجات التنمية وتحقيق الرفاهية¡ إنه استثمار في عقول الأجيال واكتشاف لكل إمكاناتهم المتاحة واتجاهاتهم لرفع طاقاتهم الإنتاجية وبالتالي طاقة المجتمع الكلية لإنتاج المزيد من السلع والخدمات التي تحقق الرفاهية والتطور المستمر¡ وكما يقول الفلاسفة: "صناعة الفضاء والمستقبل تبدأ من عقل طفل متعلم"¡ بشرط الاستثمار فيه وتحفيزه ووضعه في السياق التعليمي المناسب لطموحاته وتطلعاته¡ إنه رأس المال البشري يا سادة!




إضغط هنا لقراءة المزيد...