وضع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي إصبعه على جرح قديم. فقد أكد على ضرورة تحقيق الفائدة القصوى من الدعم الذي تقدمه حكومة المملكة للمنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد وغيرهما من المنظمات الدولية¡ على صعيد الموارد البشرية وتوظيف السعوديين والمبادرة من أجل إيجاد العمل التدريبي المفيد للفرد السعودي سواء أكان رجلاً أم امرأة بغرض اكتساب الخبرة والتحربة.
هذا في الخارج¡ أما في الداخل¡ ففي السابق كانت الصحف السعودية تنشر الإعلانات لوظائف في منظمات دولية داخل المملكة¡ ومع ذلك فالإعلان موجه لغير السعوديين. وانتقلت العدوى واستفحلت إلى أن أصبحت الممثليات السعودية من القطاعين العام والخاص تعج بغير السعوديين¡ وتضيق الأنفس بتوظيف المواطن. بل نجد من يعزز الوصم السلبي للموظف السعودي¡ وإن استعصت الحيلة¡ تم التذرع بقوانين التوظيف. أتمنى أن يكون هذا العام هو عام حزم من ملك الحزم في تعزيز الحضور السعودي والمعاملة بالمثل حتى مع السفارات الأجنبية بالمملكة. والعمل بجد وحزم وعزم أن تكون الوظائف في سفاراتنا وخطوطنا وشركة سابك وأرامكو في الخارج أول من يوظف السعودي. وإن كان هناك من لا يعمل أو يشوه صورة المواطن -وما أكثرهم- فيجب ألا نستسلم. فقد استسلمنا طويلا إلى درجة أن المواطن بات لا يحلم بوظيفة مرموقة في تلك الكيانات الأجنبية داخل وخارج الوطن¡ رغم أن الدعم السعودي هو الأبرز¡ وربما هو ضمن الأكيد وصوله قولاً وعملاً¡ وليس ضمن باقة الوعود في كلمات الوفود.
فشكرا للأمير عبدالله¡ وأتمنى أن تبادر سفارتنا بواشنطن بوضع مؤشر لتوظيف السعوديين لتقتدي به بعض سفاراتنا التي عندما تزورها لا تجد من وجوه البشر من يمثلنا سوى مجموعة بسيطة تتحلق حول السفير في المناسبات. أو على الأقل نود من يتطوع¡ ويرصد لنا الفرص الوظيفية المستحقة للمواطن السعودي نتيجة دعم بلادنا لتلك المنظمات. وحتى لا نعيش تحت صورة نمطية سلبية¡ أو أن أطمئن النفس والجميع بأن المواطن السعودي عندما يحصل على الفرصة يكون قدوة¡ بل ونجماً في تلك المنظمات¡ والشواهد كثيرة. فمن حقنا أن نتجاوز الحلم إلى تثبيت الحق على الواقع. ومهما استمر الوضع¡ فالنتيجة واحدة وهي أن ثمن التفريط ملامة.




إضغط هنا لقراءة المزيد...