في كل مناطق المملكة قصص كثيرة عن الوفاء¡ يجب أن يحتفي الإعلام بها¡ ولو كان في القصة إساءة للمملكة¡ أو أحد أفراد شعبها لطارت بها وسائل الإعلام¡ وخاصة مواقع التواصل¡ وزادت عليها لتشويه السمعة وتثبيط المعنويات..
قصة حقيقية يرويها أحد منسوبي إمارة تبوك السابقين¡ وتدل على شهامة وكرم أبناء هذا الوطن الكبير بمقدساته وكيانه ورجاله ونسائه¡ والقصة حدثت شمال شاطئ البحر الأحمر¡ حيث لاحظت دورية حرس الحدود وفي ليلة ظلماء شبحاً يقف على الشاطئ¡ ويحاول أن يختفي عن أنظارهم حال تسليط أنوار السيارة عليه¡ وحين اقتربوا منه وجدوا امرأة حسناء فارعة الطول¡ وبملابس السباحة حتى ظنّ بعضهم أنها من فصيلة الجن¡ فلا يوجد لها مثيل في هذه البقعة من الأرض¡ وفي الحال ألبسوها معطف أحدهم لسترها وأبلغوا إمارة تبوك وأخذوها إلى هناك¡ وتم التعرف إليها حيث تبين أنها سائحة من إحدى الدول الإسكندنافية كانت مع والديها في منتجع شرم الشيخ في مصر¡ ونتيجة لشجارها مع والديها سبحت بعيداً عنهم حتى أضاعت طريقها¡ وانتهت على الشاطئ الآخر من البحر الأحمر¡ وكانت بطلة في السباحة وإلا لما تم لها ذلك¡ تم الاتصال بسفارتها¡ وتم إحضار والديها¡ وتمت إعادتهم جميعاً إلى شرم الشيخ معززين مكرمين.
إنها قصة وفاء وكرم وشهامة¡ تذكرتها وأنا أزور حرس الحدود على الحدود الشمالية مع أعضاء مجلس الشورى¡ وبدعوة كريمة من الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية¡ وحيث التقينا عددا من أبناء المملكة الذين يسهرون على أمن البلد وحفظ حدوده¡ ومنع تهريب كل أنواع المواد الخطرة من أسلحة ومخدرات أو عناصر بشرية.
لقد رأيت في تلك الزيارة ما أتمنى أن يراه كل مواطن ومسؤول¡ حيث يتمتع رجال حرس الحدود ومن يساندهم من القوات العسكرية بالحماس والتصميم¡ وعلى قدر عالٍ من التدريب¡ وحسن التجهيز¡ ما جعل التسلل إلى حدود المملكة شبه مستحيل¡ لقد رأينا بيانات توضح كيف كانت الأعداد من المتسللين قبل سنوات وكيف أصبحت الآن.
كان وفد مجلس الشورى يمثل كل مكونات المجتمع من رجال ونساء¡ كانوا من كل مناطق المملكة¡ كما هو في مكونات أفراد حرس الحدود الذين قمنا بزيارتهم¡ وهذا هو أهم ما يميز المشروعات الكبرى التي قامت وتقوم عليها المملكة ووحدتها¡ فقد رأيت ذلك في أرامكو وفي مدينتي الجبيل وينبع وفي القواعد الجوية التي أمضيت فيها نصف خدمتي العسكرية¡ وهنا أود أن أركز على النقاط الآتية:
أولاً: أثبتت الزيارة لجميع أعضاء المجلس ما تعيشه وزارة الداخلية من تطور¡ وما تبذله من جهود لحفظ الأمن ومراقبة حدود المملكة¡ ومن أهم سباب ذلك أن الرجل الأول في الوزارة¡ الأمير محمد بن نايف قد جعل ذلك أمام عينيه¡ وحين يكون الموضوع من أهم أولويات القائد¡ يصبح ذلك الموضوع هو الأهم لدى الباقين وتسخر له كل الإمكانات¡ ولهذا كانت الوزارة مثالا يحتذى في محاربة الإرهاب.. بقي أن يعطى المرور الذي يحافظ على الأرواح ويسهم في تثبيت الأمن الأولوية¡ فلا يوجد بيت إلا وبه ضحية¡ أو معوق بسبب حوادث الطرق¡ والأمل بالله ثم بحرص ومتابعة ولي العهد أن يصبح للمرور مشروعه التطويري الخاص الذي يركز على الفرد وحسن تدريبه¡ وعلى سرعة تعميم التقنية¡ ليرتقى أداء المرور إلى مصاف الدول المتقدمة.
ثانياً: مثل قصص الوفاء التي ذكرتها في بداية المقال يجب أن ينوه عنها¡ وأن يوليها الإعلام الداخلي والخارجي أهمية وإن كانت بسيطة وحالة فردية¡ فهي تنم عن شهامة وكرم أبناء هذا الشعب¡ وأنهم ليسوا وحوشاً تنقضّ على المرأة حال رؤيتها¡ مثل هذه القصة وغيرها من قصص الوفاء والشهامة يجب أن يتشبع بها الطلبة في المدارس والجامعات¡ وأن يكافأ من يقوم بها حتى يصبح مثالا يحتذى¡ وفي المملكة قصص كثيرة عن الوفاء في كل مناطق المملكة¡ ولا يتسع المجال لذكر بعضها¡ لكن يجب أن يحتفي الإعلام بها¡ ولو كان في القصة إساءة للمملكة¡ أو أحد أفراد شعبها لطارت بها وسائل الإعلام¡ وخاصة مواقع التواصل وزادت عليها لتشويه السمعة وتثبيط المعنويات.
المملكة بخير وفي تحول مستمر نحو الأحسن سواء في قطاعاتها العسكرية¡ أو مشروعاتها الصناعية¡ وبنيتها التحتية وفي محاولات الرقي بخدماتها¡ وهناك من يعمل بجد وإخلاص لتحقيق طموح القيادة وخدمة الشعب الوفي¡ لكن هذه الجهود لا تبرز¡ ولا تأخذ حقها من الإعلام¡ ولا يعلم بها أكثر الجمهور¡ بل تشوه في أحيان كثيرة من قوى لا تريد الخير للمملكة¡ وأكثر هذه القنوات المغرضة تنطلق من خارج حدود المملكة¡ لكنها التقنية فهي لمن يمتلكها ويحسن استخدامها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...