من غير الجدير أن يتجاوز الكاتب المهتم بشؤون بلاده لقاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أول من أمس عبر mbc¡ لا سيما وأن ما تحدث عنه الأمير لافت جدا ويُبنى عليه كثير من التوجهات والتنمية داخليا وكل ما يخص الحرب في اليمن والعلاقات مع الدول.
ولأن الأمر الخاص بالتنمية والرؤية بما يخدم الشأن الداخلي يهمني أكثر فلأشد ما اعجبني أكثر في اللقاء الجرأة وعدم الاستكانة إلى كثير من التابوهات الرافضة للتنمية والرقي واستغلال الموارد استغلالا ايجابيا¡ حتى لو كان الأمر معنياً بالشركة الأكبر أرامكو .. هو فسر الأمر بطريقة منطقية مدركة.. وبسهولة أكثر مما كان عليه الوزراء المعنيون بالرؤية.
هنا وعبر السطور المقبلة لن أعيد ما قاله الأمير¡ لأن الكل اطلع عليه وفهم ما احتواه.. لكن حق لي أن أشير الى موضوع مهم في عملية التطلع المستقبلي الذي نعيشه¡ وأهمية التغيير والانطلاق¡ وقد يكون ما سأكتبه قاسيا بعض الشيء.. لكن الله يعين بما يساعدنا على تقبل النقد حتى وإن زاد إلى الرفض.
ما أرمي اليه هو أن الرؤية والتغيير في التعامل الاقتصادي شأن مستقبلي للإصلاح والتطوير¡ ويبدو من سماتها أنها تشير الى أننا لم نتمكن من ذلك خلال اربعين عاما مضت¡ استمرت الأوضاع فيه معتمدة بشكل كلي على النفط وسعر البرميل فيه¡ فإان ارتفع ارتفعنا¡ وإن تهاوى افتقرنا.. قد تكون هذه هي الحقيقة¡ ولذلك فمن المنطق أن جيلا كاملا وأحدده هنا بمن بلغوا الخمسين عاما وأكثر" الذي أنتمي اليه انا ايضا" لم يستطيعوا أن يوجدوا الدخل البديل المواكب للنفط وبما جعلنا تحت رحمة هذا النفط¡ ولسوء دبرة هذا الجيل فمن الأجدر أن نعتمد على جيل جديد في كل خطط التنمية والتطور والتخطيط المستقبلي المرتبط برؤية 2030.
في البدء انشاء وتهيئة جيل جديد لا ينتمي للجيل السابق صاحب نظرية " الله لا يغير علينا" وكأنهم رافضون لكل ما هو جديد قد يغير الأمور عليهم.. جيل مدرك لأهم وسائل اصلاح ما تجاهله سابقوه .. يدير البلاد اقتصاديا وفكريا يضع لنا الحلول¡ ويعايش ويصنع المستقبل وفق أهداف وطموحات رؤية 2030.
قد يغضب الكهول إن وجهنا لهم كل اتهامات عدم القدرة على بناء البدائل للبترول.. لكنها حقيقة عليهم تقبلها لأن البنية التحتية للبلاد لم يتم البت فيها الا بعد القرن الميلادي الجديد¡ وإن حسبها البعض بعشر سنوات بعده¡ كذلك ايضا شبكة القطارات بين المدن والمترو .. وشركات الطيران المساندة .. وتلك يتحملها الجيل الكهل.
نحن لا نرمي بالفشل¡ لمجرد الانعتاق من سوأة الماضي وتأخر التنمية والبدائل.. ولم نطالب بإبعادهم كلية عن المشهد كما يُفعل بالخيول المتقاعدة.. لكنها الحقيقة التي تكشفت لنا وسط السؤال الكبير المقلق الذي بات يتردد كثيرا.. ما ذا لو اصبح النفط سلعة غير مرغوبة عالميا¿!.. ليحضر السؤال الأهم الذي يتبناه الآن الامير محمد بن سلمان : لماذا لا نبدأ من الآن لوضع الحلول والبدائل¡ لكي نكون منتجين فاعلين بالنفط وبدونه¿!.




إضغط هنا لقراءة المزيد...