هل سمعتم من قبل بالجائحة (Pandemic)¿ الجائحة هي الوباء المميت الذي يصيب البشر وينتشر بمساحات شاسعة قد تصل لحجم قارة. وقد تكون (الجوائح) التي تسببها الفيروسات أحد أهم مصادر القلق لنا نحن البشر. فمن التجارب المريرة ما حصل في خمسينات القرن العشرين حين توفي حوالي أربعة ملايين شخص حول العالم نتيجة انفلونزا آسيا. أما التجربة الأقسى فكانت بين عامي 1918 و 1919م حين تسببت الحمى الاسبانية بوفاة ما يقارب خمسين مليون انسان.
ولكن¡ ما الذي يمكن أن يؤدي لحصول جائحة جديدة لا قدر الله¿ أخطر السيناريوهات هو انتقال فيروسات خاصة بالحيوانات إلى البشر. وعلى سبيل المثال انفلونزا الطيور التي انتشرت منذ عدة سنوات. ولكن هنالك عاملان يحولان دون انتشار هذه الفيروسات. الأول هو اختلاف درجة الحرارة بين أجساد الحيونات وأجسامنا حيث تصل درجة حرارة الطيور إلى 42 درجة بينما معدل درجة حرارتنا نحن البشر هو 36 درجة مما يجعلنا بيئة غير صالحة لفيروسات الطيور. ولكن أحد الأسباب التي تساعد الفيروسات على كسر هذا الحاجز هو الجسد الوسيط لحيوان آخر حيث تصل درجة حرارة بعض أنواع المواشي إلى 39 درجة مما يشكل بيئة قابلة لتطوير فيروسات طيور تستطيع أن تتكاثر في درجات حرارة أجسام البشر. وسجلت حالات لخنازير¡ أجلكم الله¡ تطورت فيها هذه النوعية الجديدة من الفيروسات.
أما العامل الثاني الذي يقف في وجه الفيروسات القادمة من الحيوانات فهو صعوبة ارتباط الفيروسات بخلايا جسم الإنسان مما يستلزم أن يكون هنالك طفرة في الفيروسات لتتمكن من ذلك.
وهنالك سيناريو آخر لانتشار الفيروسات وهو ما حصل مع ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد بسيبيريا حيث اكتشفت بعثة علمية فرنسية أحد أنواع الفيروسات القديمة والتي تجمدت تحت طبقات الثلج منذ ثلاثين ألف سنة. ولا نستبعد أن يؤدي ذوبان الجليد في القطب الشمالي أيضا لظهور هذه الفيروسات القديمة للعالم من جديد.
الجميل هنا أن فريقاً بحثياً من جامعة هوكايدو يقوم بجمع واكتشاف الفيروسات الجديدة من الحيوانات في غرب أفريقيا ويعملون مع مراكز أبحاث عالمية على تطوير لقاحات مضادة لها لحماية البشر تحسباً لأي جائحة قادمة لا قدر الله.
وختاماً¡ فكما قدم العلماء المسلمون الأوائل للعالم مصطلح (انفلونزا) من (أنف العنزة)¡ فالأمل كبير أن نرى من أبناء وطننا الغالي وأمتنا المجيدة من يقدمون للعالم لقاحات للجوائح تسهم في إنقاذ حياة الملايين من بني البشر بإذن الله...




إضغط هنا لقراءة المزيد...