عند الحديث عن المنجزات وخصوصاً في دول العالم الثالث تطغى الناحية التقنية على العنصر البشري¡ وكأن التطورات التقنية التي يعيشها العالم جاءت لإلغاء دور الإنسان¡ مثل هذه المفاهيم لا نجدها في المملكة¡ وهذا نتاج إيمان القيادة بالإنسان ورؤيتها أنه محور كل منجز وهدفه.
فخطابات خادم الحرمين وولي العهد وولي ولي العهد دوماً ما تجعل الإنسان السعودي في موقع الصدارة عند الحديث عن أي منظومة عمل¡ ولم تتخل عن التحديث والتطوير الذي يسخره هذا الإنسان لتحقيق أهداف الدولة في جميع المجالات.
هذه المعاني تتجدد في كل يوم وكل مناسبة¡ وهي ما قرأه الجميع في حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف لرجال حرس الحدود أول من أمس عندما قال "إن ما يميزكم هو روحكم وعزمكم اللذان يأتيان دائماً قبل الآليات والمعدات"¡ فلم يغلب سموه الجانب التقني على الزاد البشري¡ ولم يجعل ما ينجزه المواطن السعودي نتيجة حتمية لتوفر تقنية معينة¡ وهو أسلوب قيادة واعية عرفها السعوديون منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-.
فخر القائد بشعبه وعملهم من أجل وطنهم لغة الحكماء وسياسة النبلاء وهي لغة قائد يعرف حجم الجهد البشري ويضعه محل التقدير والعرفان¡ وفي حديث سموه تظهر أعلى مقامات فخر القائد بالمواطن عندما قال "الحمد لله المملكة لديها رجال يضحون في سبيل حماية دينهم ومليكهم ووطنهم¡ وما تقدمونه من جهود وتضحيات ليس هناك ما يقابلهما من جزاء دنيوي".
وهذا الفخر في حد ذاته تكريم لرجال حرس الحدود الذين يبذلون الغالي والنفيس في حراستهم لحدودنا البرية والبحرية رغم اتساعها ووعورة تضاريسها في مساحات شاسعة تجعل من الصعب تصورها ناهيك عن القدرة الفائقة التي يتمتع بها هذا الجهاز في السيطرة عليها.
ولي العهد قدم أنموذجاً لما ينبغي أن يكون عليه أي قائد¡ وهو تقدير الإنسان وشكره وتثمين تضحياته¡ وهي رسالة لجميع المسؤولين في التعامل مع منسوبي أجهزتهم بإظهار منجزاتهم والافتخار بها وعدم الاكتفاء بالمنجزات بعيداً عن صانعيها.




إضغط هنا لقراءة المزيد...