هذا ما جناه أوباما على العالم¿!
لا نستغرب حينما يتحدث أو يكتب رجال الفكر والسياسة عن أهمية أن يقود أميركا رئيس قادر على قيادة العالم¡ للمحافظة على توازن وتفاعل "هذا العالم" ومنع الخطر الايديولوجي والنووي عنه.
ما بين الرئيس السابق باراك أوباما والرئيس الحالي دونالد ترمب الرئيس الحالي ظهرت أهمية أن يكون لأميركا رئيس قوي صاحب قرار¡ فالسابق أوباما وبحسب الأميركيين أنفسهم قد أضعفهم كثيرا حد أن الولايات المتحدة الأميركية كادت أن تنكفئ على نفسها من جراء ذلك.. فالرئيس الضعيف ترك العالم يخوض في حروب قد يكون قد ساهم بصنعها مع دول ذات أيديولوجيات متطرفة كما هي إيران¡ ولم يدرك أن إهماله هذا سيوصل الخراب والإرهاب إلى الغرب وإلى بلاده كما حدث.
في الحديث عن الرئيس أوباما نحن لا نخترع أحداثا¡ ولا ندعي من عندنا¡ فالأميركيون وحسب استطلاعاتهم خلال السنتين الأخيرتين من حكمه أكدوا على أنه أسوأ رئيس مر على الولايات المتحدة¡ بل إن هناك من جمعه مع الرئيس الأسوأ عبر التاريخ أندرو جانسون (1865 - 1869) في مسار واحد من حيث ضعف القرار والتردد¡ وإفقاد أميركا كثيرا من هيبتها الخارجية.
أيضا فقد أظهر استبيان للرأي أجراه معهد الاستطلاع في جامعة كوينيبياك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو الأسوأ منذ الحرب العالميةِ الثانية¡ وشبكة "CNN" الإخبارية الأميركية أبرزت نتائجه وأقرت بمصداقيته لا سيما وأن 32% من المشاركين في الاستطلاع هم من اختاره¿!
وحتى أن المؤرخ الأميركي الكبير كريج شيلي الذي تتلقف الصحف والقنوات كل ما يدلي به أكد على ضعف أوباما وأنه الأسوأ في مكافحة الإرهاب عبر التاريخ الأميركي.. وقال في مقال كتبه في نوفمبر 2015 بصحيفة واشنطن تايمز عن مكافحة الإرهاب ومدى فاعلية أوباما بالمقارنة بالرئيس الأسبق ريغان: "الرئيس ريغان كان سيفعل عكس ما يفعله أوباما تماما.. وفي نظري سيظل أوباما أسوأ رئيس مر على تاريخ أميركا". وهو هنا وكأنه يشير إلى التدخلات الإيرانية في سورية واليمن والعراق¡ والروسية في القرم وسورية.
نائب الرئيس السابق جورج دبليو بوش ديك تشيني وعبر كتابه "استثناء: لماذا يحتاج العالم إلى أميركا قوية"¡ شدد على أن أوباما "أسوأ رئيس لأميركا"¡ وأنه "أضعف" قوة الولايات المتحدة على الرغم من تنامي تهديد الإرهاب.. وقال "تشيني" في كتابه "مع الأسف في الوقت الذي نواجه فيه الخطر الواضح والقائم لتهديد إرهابي متزايد بصورة سريعة¡ أضعف الرئيس أوباما قوتنا بشكل كبير¡ وتخلى عن حلفاء أميركا وجرّأ أعداءنا".
نحن لا نلوي على ادعاء¡ فهو قد كسر الهيبة الأميركية وجعلها في الحضيض وبدأت دول العالم تدرك ذلك بالتعبير عن استقباله بكل برود على خلاف ما كان عليه سابقوه من احتفاء وزيادة في التقدير¿! ويكفي أن روسيا لم تعبأ به ولا ترى فيه تهديدا وهي تفرض حضورها ومشاركتها بالحرب الدائرة في سورية وهي التي لم تتجرأ أن تفعل ذلك في أي مكان بعد الانهيار السوفيتي 1991 وحتى من خلال التقارير الأميركية¡ لم يكن لروسيا أن تنمي نفوذها وتحتل القرم الأوكراني لولا أنها وجدت رئيسا ضعيفا في واشنطن¡ وليس بمقدور كوريا الشمالية أن تتمادى في صناعتها النووية حتى وجارتها الجنوبية تصرخ لولا أنها أدركت أن أوباما مشغول عنها¡ وهذا جزء مما جناه أوباما على العالم¿!
هنا لسنا بصدد التأكيد على أن أميركا هي رمز العدالة والمساهم الأكبر بإعطاء الآخرين حقوقهم¡ لكن لا بد من التذكير بدورها في دحر الإرهاب وقمع التوسع الشيوعي والمساهمة في إيجاد عالم أكثر هدوءا¡ ولا ننكر هنا أنها ذات مصالح وتبحث عمّا يعزز هذه المصالح سواء في أوروبا أو آسيا أو بقية العالم¿! لكن جدير أن تخليها عن دورها سيفضي إلى كثير من الفوضى التي عرفها العالم كما في زمن أوباما الرديء¿!




http://www.alriyadh.com/1601158]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]