ليس هناك بلد لا يبحث عن أمنه واستقراره¡ ولا يوجد بلد يستطيع أن ينعزل عن العالم ويعتمد بشكل كامل على نفسه. ورغم أن السياسة مصالح وليست صداقات فإن القيم والمبادئ لها مكان وتأثير في العلاقات الدولية. ولكل بلد تاريخه وثقافته ونظامه وسياساته التي تتفق مع ظروفه وتخدم أهدافه.
المملكة بلد له مكانة عالية بين الأمم المتقدمة¡ مكانة دينية واقتصادية وثقافية وجغرافية. يضاف إليها وحدة وطنية متماسكة. بلد اتجه إلى العلم والتنمية وتجنب الحروب أو التدخل في شؤون الدول الأخرى. بلد ينشد السلام ويقود جهود مكافحة الإرهاب. بلد يقدم المساعدات الإنسانية والاقتصادية بلا حدود. بلد يعيش بأمن وسلام ويتفرغ للبناء وإنشاء الجامعات وإطلاق مشروعات التنمية في كل المجالات. هذا البلد عندما يتعرض للخطر¡ ويدق العدو بابه ويرفع في وجهه السلاح¡ ماذا يفعل¿ هل يستسلم¿ وعندما يتعرض بلد عربي للاعتداء أو الغزو وتطلب حكومته الشرعية المساعدة لإنقاذ البلد¡ هل يتجاهل الطلب¿ المملكة لن تفعل ذلك¡ لن تتخلى عن المبادئ ولن تخضع للإرهاب والابتزاز مهما كان مصدره. هذا الموقف الثابت للمملكة يغري بعض الدول وبعض وسائل الإعلام على تشويه صورة المملكة والهجوم عليها بأساليب غبية تكرر صورة نمطية عنوانها الجمل والنفط والصحراء. هذه الصورة يعتقد من يهاجم المملكة أنها تسيء إلينا أو أنها مؤشرات تخلف¡ يظنون أننا نغضب ونخجل من هذه الصورة¡ دعونا نطمئن هؤلاء أننا نعتز بالجمل والنفط والصحراء.
أما الجمل فقد حثنا القرآن الكريم على التأمل فيه وإدراك عظمة الخالق لهذا الحيوان الذي لديه القدرة على الصبر وتحمل الجوع والعطش ودرجات الحرارة العالية.. أما النفط فهو نعمة من الله استثمرناه في التنمية والبناء وخدمة الإسلام والمسلمين¡ ونشر السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في أرجاء العالم.. أما الصحراء فقد منحتنا القوة والآفاق الواسعة لتحفيز التفكير الاستراتيجي¡ الصحراء هي التحمل والصبر والحكمة.
من هنا نقول لوسائل الإعلام التي تعايرنا بالنفط والصحراء والجمل¡ شكراً لكم¡ استمروا في تكرار هذه الصورة فنحن نعتز بها وهي مصدر فخر وقوة¡ هي ثقافة وانتماء وتاريخ اجتمعت في منظومة واحدة لتطلق مشروعات وبرامج تنموية غير مسبوقة أبرزت قدرات ابن الصحراء الذي يعتز بركوب الجمل كوسيلة نقل كما يفعل غيره في ركوب الحصان أو الحمار أو الفيل فكلها خلقها الله لخدمة الإنسان في كل زمان ومكان. أما إنسان هذا البلد فهو يتحمل كالجمل وقوي كالصحراء ومعطاء كالنفط. ويتحمل المصاعب¡ ويصبر صبر إيمان وحكمة¡ ولكن حين يتجاوز الظالم حدوده معتقداً أن الصبر والحكمة دليل ضعف¡ فهنا تنتفض الصحراء¡ وينتفض الجمل دفاعاً عن الإنسان والأرض والكرامة والوطن وليس اعتداء على أحد. نحن بلد سار في طريق التنمية وحقق بفضل الله ثم بفضل قادته وأبنائه منجزات في كل مجال وكان للجمل والصحراء والنفط بعد توفيق الله دور في هذه المسيرة المتميزة. مسيرة لا ترفع الشعارات الخادعة ولا البطولات الوهمية. مسيرة لا نزعم أنها مكتملة أو أنها الأفضل على مستوى العالم¡ لكنها مسيرة تتطور وتتغير وتبحث دائماً عن الأفضل.




http://www.alriyadh.com/1645090]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]