يرافقنا مطلقا إلا عتمة ظلالنا

تتمدد سوداوية الليل على ثياب النهار .. فلايكون الصباح حينها إلا فاصلا إعلانيا سخيفا يحرمنا استمتاعنا بأحلام ليليّة لاتكتمل¡ فسواد الليل ظل النهار الذي يسترده في عيوننا متى شاء .. وبالتالي فإنّ بشارات النهار انقطاع حلم يتكرر كل ليلة دون أن يكتمل...
ما أسوأ خصام الحياة..!
كنتُ كلما تحدّثت بهذه السوداوية لبعضٍ من آل قلبي ..حاول أكثرهم النقاش والحوار والجدال أحيانا لكنهم جميعا ينتهون معي حيث فضيلة الصبر ومثوبة صاحبه..!
إنه الصبر إذًا ..!
كم مرة حاولت ربط هذه المفردة بحقيقتها حينما نعمّمُ معناها ونتساهل كثيرا في إطلاقه كحل جاهز ومعلّب تتناقله العصور على اختلاف أوزارها وتباين مصائبها .. وبالتالي فإن حقيقة المفردة أسوأ بكثير من تغنينا الدائم بها كفضيلة أو خصلة نبيلة .. إنها تعني المطالبة بالخنوع دون وجل .. هكذا سلبية المقاومة ¡ أو إثبات العجز ¡ أو حتى المعونة على حالة الاكتئاب المؤدية لهذه السلبية ...
وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بالصبر في أكثر من موضع فإنما يكون ذلك حيال أمور ليست من اختصاص البشر ¡ أو أنها فوق قدراتهم أما أن تكون المطالبة بالصبر مفردة مجانية جاهزة للتصدير للآخر عند أي عثرة أو تكبّبا ناتجا دائما عن الإخلال بمتطلبات الحياة ¡ فذلك يجعل منها مفردة سلبية واتكالية لاتزيل اكتئابا ولا تفتح بابًا للخروج..!
ومفردة الـ (صبر) على مستوى الصوت توحي لي بالصدمة في صادها والعجز في بائها وتمرير أو تفسير أو تبرير حالة الكسل عن المواجهة في رائها ..
ويبدو أن ( قلة حيلة ) العاجزين عن مواجهة الحياة بالصبر عليها دفعتهم للتغني به على طريقة وديع الصافي أو من استعاده ذات نغم .. ويا عيني ع الصبر..! ...!




http://www.alriyadh.com/1664170]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]