في الحياة العامة¡ نعلم جيداً أن الشائعات والأخبار المزيفة والمكذوبة تجد طريقها للناس بشكل أسرع¡ وأكبر من تلك الأخبار الحقيقية¡ لاعتبارات كثيرة.. أهمها¡ بنظري¡ أن الناس يحبون أن يقولوا ويسمعوا ما يرغبون¡ وما يشبه أفكارهم وتوجهاتهم¡ لا الحقيقة الصرفة.
في نفس الوقت¡ لا أحد يريد بذل جهد من أجل الوصول إلى ما يمكن وصفه بالحقيقة. السياق الجمعي يسير الناس غالباً¡ والروايات تتداول وتنسخ¡ ما لم تصطدم بتيار تصحيح قوي وجاد¡ قادر على التأثير¡ وخلق مسارات جديدة للحكاية.
الأمر لم يعد مقتصراً على الحياة الطبيعية¡ وإنما اصطحب الناس سلوكهم للعوالم الافتراضية. هكذا كنت أؤمن سابقاً¡ بنظرة انطباعية بحتة¡ لكن الدراسات الحديثة برهنت ذلك أخيراً. حيث توصلت دراسة¡ أشرف عليها باحثون من معهد «ماساتشوستس» للتقنية¡ إلى أن الأخبار الزائفة تنتشر على موقع تويتر بشكل أسرع¡ ويبحث عنها الناس أكثر من الأخبار الحقيقية.
وركزت هذه الدراسة على نحو 126 ألف إشاعة وخبر كاذب¡ انتشر على موقع تويتر عبر مدة 11 عاماً¡ لتجد أن الأخبار الزائفة جرى إعادة تغريدها من جانب البشر أكثر من روبوتات الإنترنت. وأرجع الباحثون ذلك إلى أن الأخبار الزائفة غالباً ما تكون غير مألوفة.
وبحسب الخبر الذي بثته الـ(BBC) فقد كانت أكثر القضايا التي جرى تداول أخبار زائفة عنها هي القضايا السياسية¡ تلتها قضايا أخرى مثل المال والأعمال والعلوم والترفيه والكوارث الطبيعية والإرهاب.
وهذا ما يؤكد أن الدعاية السياسية¡ تقوم بدور كبير في الترويج لمعلومات خاطئة¡ وهذا ما تفعله «الجزيرة» القناة دائماً¡ والمنصات الإعلامية التابعة لقطر¡ والتي تحاول أن تنشر أكبر قدر من المعلومات المغلوطة¡ عن الوضع في المنطقة¡ وأهم الملفات الشائكة¡ ويمكن فضح ذلك بسهولة من خلال مقارنة محتواها العربي بالإنجليزي.
وفقاً للخبر¡ يقول البروفيسور «سينان آرال»¡ أحد المشرفين على الدراسة: «إن الأخبار الزائفة عادة ما تكون غير مألوفة¡ لذلك يميل الناس لمشاركة المعلومات غير المألوفة». ولم يؤكد فريق الباحثين أن الغرابة في حد ذاتها تسبب إعادة تغريد الأخبار¡ لكنهم قالوا: إن الأخبار الزائفة غالباً ما تكون مدهشة مقارنة بالأخبار الحقيقية¡ مما يجعل فرصتها أكثر في المشاركة.
ولعل أهم ما يمكن الإشارة إليه¡ بحسب نتائج الدراسة في دورية «ساينس» العلمية¡ هو ما يلي:
أولا: فرصة الأخبار الزائفة في المشاركة أكثر بنسبة 70 %¡ مقارنة بالأخبار الحقيقية.
ثانيا: تستغرق الأخبار الحقيقية 6 أضعاف المدة التي تستغرقها الزائفة لتصل إلى 1500 شخص.
ثالثا: الأخبار الحقيقية نادراً ما يُشاركها أكثر من 1000 شخص¡ بينما قد يشارك بعض الأخبار الزائفة أكثر من 100 ألف شخص.
ولا أفضل مما يمكن أن يختم به الحديث عن الترويج المزيف مما قاله البروفيسور «جيفري بيتي»¡ أستاذ علم النفس من جامعة «إيدج هيل» في «لانكشير»: «إن الناس متخمة من الأخبار العادية¡ لذلك فإن الأشياء يجب أن تكون أكثر إثارة للدهشة أو للاشمئزاز كي تجذب الانتباه».. للأسف! والسلام.




http://www.alriyadh.com/1668266]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]