التأثيرات والتحديات والمستقبل هي أهم الموضوعات التي تداولتها الزيارة¡ فسمو ولي العهد لديه مشروعه الإصلاحي في مجتمع جديد¡ معظمه ولد في فترة الثمانينات الميلادية¡ ووقع بشكل مباشر تحت تأثير تلك الفترة..
منهجية سياسية وضعت المملكة في واجهة العالم بمجرد أن ذهب سمو ولي العهد إلى أميركا¡ وبدأت الأروقة السياسية والفضاء الإعلامي يتحدثان عن هذه الزيارة ذات المدى الطويل في مسافتها الزمنية والتنوع في متغيراتها¡ هذه الزيارة تمتد لأسبوعين¡ وتمتد أيضاً في دائرة مكتملة من الموضوعات السياسية والاقتصادية والثقافية والطاقة وبناء التواصل¡ وهذا التنوع جعل المملكة وولي عهدها الأمير محمد في واجهة العالم انطلاقاً من الأهمية الكبرى الذي تحمله هذه الزيارة.
إذا نظرنا إلى الولايات المتحدة الأميركية فإننا لا يمكن أن نتحدث عنها دون تذكّر أن العلاقة السعودية - الأميركية عمرها يقترب من الثمانية عقود¡ وهذا ما يجعل فهم هذه العلاقة أسهل وفي متناول أيدينا¡ وهنا تؤكد لنا النظريات الخاصة بالعلاقات الدولية أن الدول التي تتميز بمثل هذه العلاقات طويلة الأجل¡ تتجاوز الكثير من التحديات التي قد تتشكل في بداية العلاقات¡ وتتحول هذه العلاقات إلى نوع من التكامل في اتجاهاتها وتأثيراتها.
العلاقة السعودية - الأميركية سياسياً وعبر زيارة سمو ولي العهد تشكل معالجة واضحة لقضايا متعددة¡ فـولي العهد وعبر هذه الزيارة يصنع تأثيراً مباشراً على نظرة أميركا إلى السعودية الجديدة¡ التي تتبنى مشروعات تحول في زوايا المثلث الحضاري (السياسة والاقتصاد والمجتمع)¡ وهذا الخيار الإصلاحي في السعودية الجديدة هو مشروع جيل كامل من الشباب في المملكة¡ كما أن السياسة السعودية وهي تقدم نموذجها الإصلاحي في التغيير تدرك أن تاريخ المنطقة مليء بالمشروعات المماثلة التي انحرفت كثيراً عن مسارها¡ ولذلك يظهر وبشكل دقيق في أحاديث سمو ولي العهد أن رؤية المملكة 2030¡ هي رؤية الشباب السعودي الذي يمارس خياراته في الوصول إلى المستقبل بطريقته.
التأثيرات والتحديات والمستقبل هي أهم الموضوعات التي تداولتها هذه الزيارة¡ فسمو ولي العهد لديه مشروعه الإصلاحي في مجتمع جديد¡ معظمه ولد في فترة الثمانينات الميلادية¡ ووقع بشكل مباشر تحت تأثير تلك الفترة¡ وهذا المشروع الإصلاحي يحقق مطلباً مشتركاً بين أبناء ذلك الجيل¡ فلابد من نقلة فعالة من الانطواء الثقافي إلى النجاح التاريخي والانفتاح حضارياً¡ وهذا يتطلب معادلة استراتيجية قادرة على ابتلاع المشكلات¡ فالمجتمع السعودي خلال الأربعة عقود الماضية وقع تحت تأثيرات أيديولوجية ساهمت في فقدان الصيغة المعتدلة التي ورثتها الصحوة قبل العام 1979م¡ ومنها غيرت الصحوة المفهوم والبنى الفاصلة في مسيرة الاعتدال المجتمعي.
المملكة بطبيعتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ظلت وسوف تظل موضوعات مستدامة للسياسية والإعلام الدولي¡ وهذا ما يستدعي فعلياً مواجهة التأثيرات وتجاوز التحديات ورسم المستقبل¡ وفي زيارة سمو ولي العهد لأميركا الدولة الأكثر تأثيراً في العالم على جميع الأصعدة الحيوية¡ يدرك أن المملكة بمشروعها تستحق الدعمº لأن تنفيذ المشروع السعودي ونجاحه سوف يمتد بتأثيراته إلى منطقة الشرق الأوسط التي تعرضت خلال العقود الماضية إلى تأثيرات لا يمكن تجاوزها إلا بمشروعات نموذجية نحو التحول الحقيقي لصيغة مجتمعية قادرة على إحداث التغيير.
لا يختلف أحد في أن كلمات السر الكبرى في تحقيق التحولات الجذرية في المشروعات الإصلاحية هي التكنولوجيا والتقنية والذكاء الاصطناعي¡ وهذا ما بدا تأثيره واضحاً في جولات ولقاءات سمو ولي العهد¡ حيث غطت زياراته في هذا الجانب الكثير من الموضوعات واللقاءات مع مسؤولي الجامعات ومراكز البحوث¡ وهذا يعكس أن إدارة التغيير مؤمنة بأن التعليم المتطور مفتاح رئيس لتحقيق التغيير¡ وخاصة أن المجتمع السعودي بحاجة حقيقية إلى بناء نموذج تعليمي واقعي¡ فلم يعد التطور في التعليم خياراً إقليمياً¡ فتطوير التعليم خيار حضاري دولي كنتيجة طبيعية لعولمة الحضارة وأدواتها.
الحديث عن الطاقة وتحديات الاعتماد على البترول في المملكة كان من أكبر المفاجآت التي قدمها سمو ولي العهد في هذه الزيارة¡ عندما عرض سموه أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم¡ وهذا بلا شك تحول جذري وتميز جديد بأن يمتلك بلد مثل المملكة كل هذا التنوع من الطاقة¡ فالمملكة كما هو واضح سوف تظل ولمئات السنوات مصدراً رئيساً للطاقة في العالم.
في القضايا السياسية تلعب المملكة دوراً مهماً في المنطقة¡ وأميركا تتفهم وتدرك الدور السعودي¡ مما يعني الشراكة في بناء منهجية استراتيجية للسياسات في المنطقة وقضاياها الحساسة¡ حيث تشترك المملكة وأميركا في تحقيق سلام عادل لقضايا المنطقة¡ ومحاصرة النفوذ الإيراني الذي يقف خلف كل المشكلات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط¡ فأميركا اليوم تدرك أنه لا بد من استبدال تلك المشروعات السياسية ذات الطبيعة المؤدلجة على غرار المشروع الإيراني.




http://www.alriyadh.com/1672480]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]