يمثل التراجع الحاد في احترام مبادئ القانون الدولي وعدم الاكتراث بقرارات الشرعية الدولية واحداً من أهم العوامل التي أوصلت العالم إلى ما يعيشه اليوم من تجاذبات ونزاعات تحولت بحكم شيوعها إلى قاعدة في حين تركت مساحة الاستثناء للاستقرار والأمن والتنمية.
تهديد الأمن والسلم الدوليين وإعاقة التنمية المستدامة -وهي النتاج الطبيعي لهذه الحالة- يستلزمان عملاً أكثر جدية من المجتمع الدولي لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وصولاً إلى عالم المستقبل الذي يجب أن يتجاوز واقع الحاضر الذي أفرز وضعاً معقداً تحولت فيه قيم مثل العدل وحقوق الإنسان إلى وسيلة لتصفية حسابات سياسية بين الدول.
المملكة ومن خلال إدراكها لحقيقة واقع عالم اليوم دعت خلال مشاركتها في المؤتمر الوزاري لحركة عدم الانحياز المنعقد في أذربيجان إلى ضرورة وقف جميع أشكال التعديات والبعد عن كل فعل يتناقض مع سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى¡ وهي مبادئ جوهرية قامت عليها الحركة.
وهي دعوة وجدت اهتماماً كبيراً خاصة أنها جاءت في وقت يشهد فيه العالم تناقضات حوّلت القيم السامية إلى مجرد شعارات تُرفع تارة وتختفي تارة أخرى وفق تيارات المصالح الضيقة التي استباحت بموجبها عددٌ من الدول سيادةَ دول أخرى ضاربة بالأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط ناهيك عن كسر قواعد حسن الجوار من خلال التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول.
في مثل هذه الحال تبرز الحالة الإيرانية كنموذج واضح فذاكرة العالم لا تنسى استضافتها لقمة حركة عدم الانحياز في العام 2012م وتبنيها لخطاب لم تنفذ منه سطراً واحداً¡ حيث تحدثت من خلال كلمات مرشد ثورتها علي خامئني ورئيسها آنذاك أحمدي نجاد عن إشاعة السلام والعدالة والحرية والكرامة والحقوق الإنسانية في حين لم تتوقف بلادهما يوماً واحداً عن إذكاء نار الحروب وانتهاك كل هذه القيم بحجة تصدير ما يسمى بالثورة الإسلامية.
عالم اليوم يدرك أكثر من أي وقت مضى أن زمن الشعارات قد ولى ولن يعود¡ وأن الاختبار الحقيقي هو ما يمارس على أرض الواقع¡ وفي مقابل ذلك ولتكتمل دائرة منظومة العمل الجاد فإنه يجب عليه محاسبة كل من ينتهك القانون الدولي والمبادئ التي قامت عليها العلاقات بين الدول¡ وأن يتم التعامل بحزم مع كل من يسعى إلى إثارة الأزمات ويسعى لتقويض الأمن والاستقرار في دول الجوار وتصدير أزماته الداخلية إلى الخارج.




http://www.alriyadh.com/1673607]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]