لقد أحببت نشر كلمتي في حفل تأبين الوالد للحديث عن ملامح حياته الإنسانية بشكل عام ولا يفوتني في هذا السياق شكر أمير الرياض -حفظه الله- وهيئة الصحفيين على تنظيم هذا التكريم والشكر لكل من حضر وشارك¡ وقد يتساءل الحضور كيف يمكن لابن أن يتحدث عن أبيه دون تحيز أو مبالغة ولتفادي هذه التهمة فإنني سأتحدث عن سيرته الشخصية وحياته الخاصة كأب وإنسان وأترك لزملائه الصحفيين التحدث عن مسيرته الصحفية فهم خير من يقوم بذلك.
فشخصيته القيادية والتي نشأت تحت ظلها جعلتني أفهم كيف يستطيع الإنسان من تحويل ظروفه الصعبة إلى عوامل نجاح¡ لقد كان تركي يتيماً في طفولته ومريضاً طيلة حياته ولم تمنح له فرصة للابتعاث لكنه في المقابل جعل جميع هذه التحديات خلف ظهره وراح يمضي في طريق النجاح.
ولعلي أبدأ بسؤال بديهي للجميع وأستعين بإجابته المنشورة في حوار منشور أو أحاديث خاصة¡ وهو لماذا أحب تركي السديري مهنة المتاعب¿!
كان جوابه.. ليس الحب¡ بل الحياة¡ فالصحافة بالنسبة له كانت حياة كاملة¡ وليست فقط مهنة. الصحافة لتركي السديري كانت أداة تواصل¡ واكتشاف¡ وابتكار¡ وهي بساط الريح¡ وهي صندوق العجائب.. نعم أذكر جوابه هذا جيداً¡ أن لا يحد الإنسان مهنته بحدود القيام بالوظيفة بل المضي إلى آفاق أرحب وأوسع لتخلق المختلف والمميز¡ فالطريق إلى الريادة يشمله الاجتهاد والتخمين ولا يخلو من الخطأ. ومن بين النقاط المضيئة في سيرته تقبله للنقد واعترافه بالخطأ.
تركي السديري القيادي والصحفي والكاتب كانت له أخطاء¡ هو أول من يعترف بها ولا يخجل منها.. فالذي لا يخطئ هو من لا يعمل ولأننا نعمل فإنهم يَرَوْن أخطاءنا وهنا تأتي الموضوعية واعتبار النقد رافداً أساسياً للمعرفة والتطور.
يبقى السؤال المهم الأخير هو ما سرّ النجاح الذي حققه كرئيس تحرير ولماذا اختلف عن كثير ممن سبقوه أو جاؤوا بعده في عالم الصحافة السعودية¿!
الجواب هو قوة التحرير¡ وتعزيز حقوق الصحفيين¡ فحقوق الصحفيين ليست محصورة في حق النشر بل حفظ حقوقهم المادية عبر تعزيز أجورهم¡ والمهنية من خلال تدريبهم¡ وفي الاستثمار فيهم¡ وحتى في حالات ابتعاثهم ومنحهم أسهماً في المؤسسة مع الزمن كتكريم لتفانيهم.
إن اللبنة الأساسية في أي صحيفة هي الصحفي¡ وكلما ارتفعت قدرته ارتفعت قدرة الصحيفة¡ والنجاح في (الرياض) هو عمل جماعي.. نعم إن العمل الجماعي في نظري سر النجاح في أي مهنة وهذا السر ببساطة في نجاح والدي في قيادة صحيفة "الرياض". رحمك الله يا والدي فتجربتك في الصحافة هي ملهمي الأول في مجال عملي في الاستثمار وهي المصباح الذي ينير لي طريقي عندما تفترق بي الطرق.




http://www.alriyadh.com/1673837]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]