منذ لحظة اختيار تحويل دولته ذات السيادة إلى «عزبة» جمع فيها كل من رخص ثمنه وانعدم ضميره خسر عروبته وأصالته ونخوته عندما جعل من الأغراب أهلاً للدار ومن أهل الدار أقلية يأتمرون بأمر الأغراب¡ نسف هذا التنظيم بلاده لتتحول إلى دويلة متناثرة الأشلاء ترفرف فوقها رايات القواعد العسكرية الأجنبية¡ بالإضافة إلى رايات التنظيمات الإرهابية والحزبية المعلنة وغير المعلنة وتسخير بلادهم لتكون منصة انطلاق لعملاء ورعاع الإعلام الأصفر ممن يحملون أجندات تدميرية لأوطاننا بعد أن لفظتهم أوطانهم الأم¡ لذلك لا أجد أي مبرر لاستغراب البعض من «تفكيرنا» في شق قناة مائية تعزل محيطنا الطاهر عن هذا العضو الفاسد الذي تفرد بعرض لوحة «سقوط السيادة» في القصر المحتل.
إن التكبر على الحق والاعتداد بالنفس وعدم الرجوع عن السقطات القاتلة التي ارتكبها هذا التنظيم العدواني بحق جيرانه والإصرار على الاستمرار في انتهاج الخداع والكذب والتدليس وتزوير الحقائق لن يقودهم إلا لمزيد من العزلة والتخبط والتعجيل بخطواتهم نحو دخول عالم «اللا دول» ولتتحول فعليًا إلى جزيرة صغيرة عائمة تنتظر مواعيد المد والجزر لتشعر بوجودها في محيطها الواسع.
إن المملكة كانت وما زالت وستبقى بحول الله الحاضنة الكبرى لأشقائها من دول الخليج وشعوبها مهما شكك «الأقزام» في ذلك¡ فهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنها العمق الاستراتيجي لهم وأنه لا مفر من هذا الواقع الذي فرضته حقائق التاريخ والنسب وروابط الدم والقربى والمصير المشترك الذي جمع أبناء المنطقة¡ حيث إنه وليد قرون غابرة حفرت كل هذه الروابط في قلب كل خليجي لتشكل نسيجاً واحداً يصعب تفكيكه.
وبما أني من أوائل من تغنوا بأغنية أنا الخليجي ورددوها منذ انطلاقتها العام 1984 وممن شهد نقل الاجتماع التأسيسي الأول لمجلس التعاون الخليجي على الهواء مباشرة العام 1981 أتساءل: هل القمة العربية المقبلة وعلى أرض مملكتنا الحبيبة صاحبة القلب الكبير قد تكون الفرصة الأخيرة التي لا تعوض لمن أراد أن يبحث عن بصيص أمل للعودة لحضنه العربي الأصيل بعد أن ذاق ذل وهوان احتلال الغرباء ممن تلطخت أياديهم بعار قتل الأبرياء وتشريد الشرفاء والمتاجرة بأوطان الأشقاء¿ وهل سيمتلك الشجاعة لمواجهة نفسه والتمرد على من يحركونه¿ أم تراه منهم ولا يختلف عنهم بشيء وسيستمر في الخضوع والخنوع لخفافيش الظلام والأغراب ممن استوطنوا بلاده واستباحوها لتصبح محتلة¿
حقيقة لا يمكن لي التخمين بما يمكن أن يكون¡ فمثل هؤلاء امتزج الخداع والكذب في ملامحهم¡ لكني بكل تأكيد على يقين من أن الأذكياء هم وحدهم من يستغلون الفرص الذهبية للنجاة¡ وأن المتكبرين على الحق سيعودون صاغرين خائبين «لسياج جزيرتهم المعزولة».




http://www.alriyadh.com/1674551]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]