بعد صدور مجموعتي الشعرية (غيوم يابسة) سأل محدثي لِمَ امتد الوقت بين هذه المجموعة وسابقتها
(وللرماد نهاراته) مايقارب السبع سنوات هل نعتبر ذلك عزوفاً عن النشر أم أن هناك مايشبهه¿
قلت: ليس عزوفاً عن النشر ولكن منذ أن كتبت أول قصيدة وأنا أضع نصب عيني أن الشعر فن قائم بذاته يحتاج إلى مايشبه التفرغ التام لكي يتمكن صاحبه أن يقدر على احتوائه¡ ولا يستطيع ذلك إلا من خلال الأدوات الخاصة به وأعني بها مكملات التفرغ وهي المتابعة للمستجدات في هذا الفن الشعري نصوصا ودراسات¡ فأنا أقرأ وأقرأ وأقرأ¡ ثم أكتب¡ وإذا كتبت فهو بطلب من القصيدة ذاتها وطلبها يأتي مباغتاً ومن ثم أخضع ما كتبت إلى المراجعة في أوقات مختلفة وقد تطول الأوقات مما يتسبب في تأخير عملية النشر¡ ومن المهم أنني لا أكتب القصيدة وقت ما أشاء وإنما أكتبها متى ما شاءت هي وهذه الـ(شاءت) لا تجيء على هواي¡ فأحد الشعراء الكبار العالميين يقول (لا يخترع الشعراء القصائد/فالقصيدة موجودة في مكان ما/ هناك من زمن طويل جا/ هي هناك/ ولا يفعل الشاعر شيئاً سوى أن يكشف عنها)
فأنا مع الشعر الحقيقي في أوقاته وأشكاله المتعددة¡ ومعه هذه عندما يكون مُعَبِّرا عن الحالة النفسية للشاعر الذي يكون متفاعلاً مع حياته وكونه عضواً فاعلاً في حياة اجتماعية متماسكة في تفاعلاتها مع الكون والإنسان في كل مكان بحيث تكون الصورة من الإنسان وإليه وإطارها الأبدي هو العمل من أجل سعادة الإنسان بصدق فني يسير¡ عبر قنوات جمالية موصّلة إلى الآخَرِ بسهولة ويسر وهدف يوحي باحترام للفن والعناية به. وأنا موجود في كل كلمة كتبتها في إطار الشعر على كافة الأشكال وتعدداتها.
صدر بعد ذلك (وعلى الماء بصمة) وبعده بسنتين صدر ديوان (سين بلا جواب) وقد كان المبدأ راسخاً في أن تكون كل مجموعة (ديوان) متجاوزة السابقة التي تعدت السبعة (دواوين) وقد لاقت من القبول ماتستحقه في الداخل والخارج¡ مع إيماني بأن من ألف عليه أن يتقبل جميع الآراء (المع / الضد) ففي ذلك ثراء للعمل ليكون محط الأنظار ولكل منها تقويمه ومساحة القبول التي تضيق وتتسع حسب المنظور الذاتي و المعرفي للمتلقي.
لحظــة/
الفن محيط واسع
وعميق حتما
مقياس الجودة مختبئ في حوصلة الذائقة الذاتية
مقياسي غير مقاييس أخرى
تتساوى في البحث عن المعنى
لكن نتائجها شتى
معركة أطرها الذوق الحلزوني
(س/ح)




http://www.alriyadh.com/1685349]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]