دراستان علميتان تؤكدان أن إدمان متابعة ما ينشره الآخرون في منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يسبب أضراراً نفسية حادة!
تلكم الدراستان اللتان أجريت إحداهما في جامعة هيوسن بولاية تكساس الأمريكية¡ والأخرى في جامعة جلاسكو البريطانيةº خرجتا بالنتائج نفسها¡ وقد أجريتا على مجموعة شباب من مشتركي شبكة «فيسبوك»¡ وهي أكبر المنصات وأكثرها انتشاراً حول العالم¡ ويمكن تطبق نتائجها على ما يحدث على خشبة المنصات الأخرى¡ بل قد تكون النتائج أكثر حدة¡ كون المنصات الجديدة مثل «سناب شات» وغيرها أكثر سرعة وأوسع اعتماداً على المقاطع المرئية¡ ما يزيد التأثير السلبي.
في العالم الافتراضي نتابع الأصدقاء والمعارف وعدداً مختاراً من المشاهير والمؤثرين¡ نَطلع على لقطات خاطفة ومنتقاة من حياتهم¡ بالتأكيد لا تُظهر سوى أجمل ما يعبر في حياتهم¡ التي نعلم جميعاً أنها كما حياتنا ليست كاملة¡ هناك النجاحات وهناك الإخفاقات¡ هناك الأيام السعيدة ومثلها أيام بائسة¡ لكننا - مع الأسف - نتجاهل هذه الحقيقة¡ التي تؤكدها الدراسة بالقول إن «معظم الناس يمليون إلى التفاخر على موقع فيسبوك¡ لذلك فهم يصورون أنفسهم دائماً في أفضل الأحوال¡ ولا يعرضون سوى الجوانب الجيدة فقط في حياتهم¡ مخفين السيئة»¡ وبالطبع هذا الهوس يتضاعف مرات عديدة لدى مشاهير التواصل الاجتماعي¡ فصورتهم المثالية أمام جماهيرهم لا يمكن أن تكتمل إلا حينما يكون كل شيء براقاً وبسبعة أنجم¡ بينما قد يكون واقع حياتهم الاجتماعية والمالية عكس ذلك تماماً.
هذه المتابعة اللصيقة تقود البعض إلى الوقوع في فخ المقارنة الظالمة¡ فاليأس من واقع حياته¡ ثم محاولة تقليد ما يتابعه¡ عبر نشر ما يراه فخراً على منصات التواصل الاجتماعي¡ ولك أن تتصور أن عدم إعجاب الأصدقاء بالمحتوى الذي ينشره أصدقاؤهم يولد لديهم أيضاً مشاعر إضافية من الحزن والبؤس! حسبما خرجت به الدراسة¡ وبالتالي الدخول في دوامة لا تنتهي من الشعور السلبي الضار.
ما يبث في التواصل الاجتماعي يعد فرصة لم تكن متوافرة سابقاً بالمجان للاطلاع على الأفكار والتجارب الأخرى¡ والتعرّف على وجهات النظر المختلفة لما قد تراه ثابتاً وغير قابل للنقاش¡ إضافة إلى التسلية القصصية¡ لكنها بالتأكيد ليست هي الحياة الحقيقية¡ هي مرآة ليست دقيقة تماماً¡ فالصورة في «إنستجرام» مثلاً لا تعبر عن حقيقة ظروف وتوقيت التقاطها¡ وتغريدة «تويتر» مجرد كلمات ليست بالضرورة تعبر عن فكر ووجهة نظر مغردها¡ وهكذا دوليك في المنصات الأخرى.
من الطبيعي أن نتفاعل مع ما نتابعه في التواصل الاجتماعي¡ ومن الطبيعي أيضاً أن نتأثر¡ لكن ليس من الصحيح أن نعتقد أن ما نراه هو الصورة الكاملة لما يحدث¡ هي في النهاية صورة سريعة ومنتقاة بعناية¡ ولا تعبر عن الأربع وعشرين ساعة إلا مجرد دقائق أو ثوانٍ معدودة.




http://www.alriyadh.com/1693932]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]