أي إنسان في هذا العالم الواسع يتوق لشعائره الدينية ويحبذها¡ ويجد فيها الراحة والطمأنينة من بياض القلب وصفاء الروح وهدوء النفس¡ فهذه الصفات تُنافس غرائز الإنسان الطبيعية¡ وأي محاولة لمنعه من إقامة شعائره الدينية فكأنك تمنع عنه الماء والهواء.
وبما أن المسلمين من أقطار العالم كافة بتنوع مذاهبهم وأعراقهم وجنسياتهم مقبلون على موعدٍ مع فريضة الحج خلال هذا الشهر¡ فهم في اشتياق ولهفة لزيارة أطهر بقعة في الأرض¡ ومع زيادة هذا الزخم العالمي من الناس تتجه الأنظار لهذا الحدث المهم¡ فالكل يوجه ناظريه إلى التلفاز لمشاهدة أروع روحانية عرفها البشر. ولا غرو فجميع الحجاج وجدوا الراحة البدنية من توفر جميع وسائل الحياة اليومية¡ فقد تكفلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيدها الله - بكل ما يطلبه الحاج الفرد من معونات إنسانية.
فالحج في هذا الزمن لا يكلفك المشقة كما كان سابقاً¡ حيث إن القادم من مدينة بعيدة عن مكة يكتب وصيته لأهله¡ وذلك خشية ألا يعود إليهم ثانيةً بسبب طول المسافة ومشقة البُعد.
والحج له أهميته لدى المسلم ومرتبط بكمال دينه¡ فهذه الشعيرة هي الركن الخامس والأخير من أركان الإسلام¡ فتأديتها واجب ديني مقدس لمن استطاع القدرة¡ ولا يحق لأي إنسان أو جهة معينة منعه¡ فيعد ذلك انتهاكاً لحقوق الإنسان الدينية. ولم يأتِ في القرآن ولا السنة منع مسلم من إقامة عبادته¡ فكيف نظام قطر الإرهابي يمنع مواطنيه للمرة الثانية على التوالي من تأدية الفريضةº وذلك بإجبار مواطنيه المسافرين من مطار حمد الدولي إلى الكويت وعُمان بالتوقيع على تعهد بعدم السفر لأداء فريضة الحج¡ ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية!
بأي منطق هذا الذي يتخذه تنظيم الحمدين الإجرامي¡ فما قام به يعتبر تعدياً سافراً على حقوق الإنسان¡ إضافة لحق العبادة¡ فهو إجراء تعسفي ومخالف للشريعة الإسلامية. ولم يكتفِ بذلك بل حجب جميع الروابط الإلكترونية المنبثقة من وزارة الحج السعودية¡ وذلك منعاً لكل التسهيلات والخدمات التي تقدمها المملكة لحجاج قطر¡ حيث فتحت قلبها لهم قبل حدودها. بعد هذا الحدث الجائر يحق للشعب القطري رفع تظلم إلى منظمة التعاون الإسلامي¡ وكذلك التظلم أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي من عدم ممارسة حقوقهم الإنسانية والشرعية والربانية. فقطر بهذه التصرفات الهوجاء تفقد روح دينامية الجماعة¡ فهي لا تريد كسب الشعب لصالحها¡ فكل الأنظمة التي حاولت تقويض حقوق شعوبها مصيرها دائماً الزوال¡ فهل نشاهد هذا الأمر على نظام قطر¿! أتمنى من مجلس الأمن الدولي النظر لهذه المعضلة الخطيرة.




http://www.alriyadh.com/1695330]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]