انتهت احتفالات اليوم الوطني ولا ينتهي احتفاء الوطن بكل سعودي يزهو فخراً واعتزازاً بمواطنيه وانعكست صورة ذلك في جماليّات تلك الاحتفالات الوطنية البديعة إعداداً وتنظيماً سوى ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي من منظر مؤسف لما بدا عليه مشهد إحدى مناطق المملكة صبيحة اليوم الثاني من بعد انتهاء اليوم الوطني.. ما يجعلنا نتساءل هل هكذا يكون الاحتفال بيوم الوطن¿ وهل ما وقع من سلوك هل هو فردي أو يمثل ظاهرة¿ وما وقع عموماً هو مسؤولية من¿!
برأيي الشخصي فالتربية ومؤسسات التربية والتعليم يقع عليها الدور الأكبر والأهم والأولº ذلك أن مفهوم التربية الوطنية يُختزل في منهج دراسي بمحتوى هزيل ودور تعليمي هامشي في حين يجب أن يكون واقعه أكبر من ذلك بكثير وفي**إطار تعزيز الانتماء والمواطنة لدى كل أفراد المجتمع وفئاته بتعزيز الشعور بالوطنية وممارسة المواطنة هذا من جانب ومن جانب آخر محتوى الثقافة الوطنية التي يتضمنها مقرّر التربية الوطنية**من مبادئ وأساسيات المواطنة الصالحة وحب الانتماء للوطن وكيفيته¡ ومخاطر وعواقب بعض الأفعال غير المشروعة.
وربما قد يكون تصميم مقرّر أو وضع مقرّر بتلك الأبعاد والأسس سهلاً إلا أن من أهم التحديات التي تواجه مؤسسات التعليم ليس في غياب أو عدم إدراك خطاب التربية الوطنية ومفاهيمها ومبادئها وأسسها¡ وإنما يتمثل في تحويل خطاب التربية الوطنية وقيم التوعية الوطنية إلى فعل تربوي يقدر المعلم والمتعلم على استيعابه وعلى توظيفه في حياته اليومية والعملية.
منظومة القيم يجب ألا تكون مجرد أقوال علينا أن نحفظها للمتعلم كي يرددها كالببغاء بمناسبة أو من دون مناسبة¡ وإنما الأهم من ذلك أن تترجم هذه الأقوال وتتجسد في صورة أفعال وسلوك يمارسه المتعلم بصورة تلقائية في حياته اليومية¡ أيضاً¡ ينبغي ألا يقتصر الأمر على ممارسة الأفعال التي تعكس القيم التي نعلنها للمتعلم¡ وإنما يجب –بجانب ذلك– أن نكسبه طرائق وأساليب مراقبة سلوكه التلقائي اليومي كي يربط بين الأسباب بمسبباتها¡ وكي يستخلص النتائج المؤكدة التي تثبت صحتها وصدقها وسلامتها فيأخذ بها من دون بقية النتائج الأخرى.
والحقيقة¡ أنه قد يتعلم المتعلم نظرياً معاني الحق والواجب¡ أي أنه يكون على دراية بجوهر القانون – ذراع التربية الوطنية الثاني - ولكنه لا يطبق القانون في أغلب الأحوال¡ وكأن بلسان فعله يقول «التربية القانونية في إجازة»...! وهذا أمر تراتبي آخر له حديث وبقيّة..




http://www.alriyadh.com/1706911]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]