معالي أمين مدينة جدة الأستاذ صالح التركي ألقى في الحفل الاستهلالي لورشة تثبيت الهوية الحضارية والعمرانية للمدينة كلمة صريحة قوية مؤثرة ومخلصة للمدينة ولنفسه تجعل السامع يضع رأسه بين يديه من قتامة الصورة التي قدمها ابتداءً من عدد أحيائها العشوائية ومروراً بحفرها وبياراتها المكشوفة والأنظمة المستباحة وانتهاء بوجهها الدميم وجيوش بعوضها وفساتينها الممزقة.
حين تم إعفاء أمينها الأسبق عبدالله المعلمي مندوبنا الآن في الأمم المتحدة نشرتُ في الوطن مقالاً عنوانه «هذه المحرقة في جدة لماذا تقتل أمناءها¿» أشرتُ فيه**لما حصل للأمناء السابقين¡ وتساءلت عن السبب الذي يجعل منصب أمانتها مثل «بحيرة مسكها» تغرق أمواجها الموبوءة من أراد العوم فيها¡ ويبدو أن الوضع ظل كذلك¡ وها هو الأمين الجديد يصرخ بأعلى صوته حين دخل ورأى الحال واهتال وشعر بالخطر وقد قدم تشخيصه حين قال: إن مفترسي جدة هم مدعو حبها الذين تتابعوا على قميصها تمزيقاً ونهباً ورقعاً حتى أصبحت مساحة الرقع أكبر من مساحة الثوب نفسه.
ولما كان الأمير خالد الفيصل هو أكبر العشاق والمحبين فقد استدرك**فأنصفه بالكثير من المدائح التي يستحقها فعلاً ليجعله طبيبها الحريص على هويتها ومظهرها ومخبرها.
لقد قال معالي الأمين عن جدة ضمن ما قال إنها المدينة **«الوحيدة في السعودية التي لم تلتزم بأي أنظمة صادرة من السعودية» وهذا قول عجيب خطير**لم أستطع استيعابه ولا تصديقه ولا أستطيع القول إنه مستحيل بل**شبه مستحيل في رأيي¡ فغير معقول أن يكون الأمير خالد الفيصل الإداري القدير الصارم**المثابر الذي أعطاه الأستاذ التركي من المدائح ما يستحق قد ترك جدة تصل إلى هذا الدرك الأسفل فتصل لحد مجافاة الأنظمة بكل هذا العموم وهذا الشمول¡ ولابد أن هناك إما سوء فهم مني¡ أو عدم إيضاح للقصد منه¡ أو ربما أنها صرخة زادت عن حدها من شدة الأسى**والحرص على إيصال الرسالة بالقوة التي ابتغاها.
من الواضح بالنسبة لي أن معالي الأمين رأى الخطر الداهم فأطلق صرخته المدوية محذراً هؤلاء العشاق الأنانيين الجهلة¡ ومؤكداً لهم تصميمه**على إنقاذ محبوبته**ومحبوبتهم من براثنهم¡ وإنقاذ نفسه من الفشل¡ ويبدو لي أيضاً أن الأمين كان لا** يصرخ فقط بلسانه بل بلسان الأمير أيضاً¡ أي أن الاثنين قد صمما على مواجهة العشاق المعتدين بـ(بندقية)**واحدة¡ ولأنها بندقية رؤية القيادة**2030 كما أكد الأمين في كلمته بكل حزمها وعزمها في مواجهة المعتدين**فلعلهما ينجحان في تحقيق ما أخفق فيه السابقون.




http://www.alriyadh.com/1707978]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]