التضامن العربي عبارة نسمعها ونرددها منذ عقود خلت¡ ولا نراها واقعاً إلا فيما ندر¡ فالوضع العربي الحالي أبعد ما يكون عن التضامن بمعناه الحقيقي الذي نرجوه¡ فالتنسيق بين الدول العربية في أدنى مستوياته¡ فالكل لاهٍ في شأنه الداخلي يحاول النهوض به قدر المستطاع مع الحفاظ على (التضامن) كمبدأ يمكن اللجوء له في بعض الأحيان.
ما يبدد الشكوك ويبعث على الأمل ويؤدي إلى الاطمئنان أن التضامن العربي مازال يتحقق واقعاً¡ وينفذ فعلاً ملموساً نراه¡ هذا ما حصل بالفعل من خلال حزمة المساعدات التي أقرتها قمة مكة المكرمة الرباعية في رمضان الماضي¡ وضمت إلى جانب المملكة الكويت¡ والإمارات والأردن من أجل النهوض بالاقتصاد الأردني¡ وهي مبادرة جسدت التضامن العربي الذي كنا نخشى تحوله إلى عبارة فضفاضة تقال من دون معنى¡ ولكن جاءت حزمة المساعدات تلكº لتثبت لنا بما لا يقطع الشك أن التضامن بعث من جديد من أرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية¡ وبمعاضدة الأشقاء الذين يرون فيه عنصراً أساسياً في لم الشمل العربي كما يجب أن يكون.
التضامن العربي ليس مقصوراً على الدعم المادي للدول بعضها البعض¡ بل يتعداه إلى كل ما يهم الدول العربية والمواطن العربي¡ سواء في المواقف السياسية أو الأزمات الاقتصادية¡ وحتى التحولات الاجتماعية فكلها مرتبطة بمبدأ التضامن في معناه الشامل الذي يحقق ما نصبو إليه من أن نكون أمة واحدة تؤدي الأدوار المنوطة بها¡ وتحقق مفاهيم الأمن والاستقرار والازدهار التي من الممكن أن تكون لو أن الدول العربية فكرت أن تحذو حذو المملكة ودول الخليج التي لم تشذ عن قاعدة لم الشمل وأصبحت تعمل ضد الصالح العربي باتخاذها سلوكاً لا يليق بدولة عربية¡ لكان الوضع العربي أفضل مما هو عليه الآن بكثير.




http://www.alriyadh.com/1708865]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]