لم يكن الأمر يستحق كل هذا العناء¡ هذا ما ردده لسان حالي وأنا على مقعد صالة السينما في الرياض.
لقد كانت فكرة إنشائها والدعوة إليها وتأييدها وأي خطوة للعمل عليها¡ تصطبغ باللون الأحمر التحذيريº حرام¡ ممنوع¡ خطر.
لم أر ما يدعو لكل ذلك العناءº أناساً مسالمين¡ عاديين¡ لديهم الرغبة في الاستمتاع بمشاركة الآخرين¡ وعيش تجربة فنية عالمية ومؤانسة اجتماعية.
زيارتك الأولى للسينما في المملكة لابد أن تكون تجربة عاطفية¡ تشعر حينها بالفرح والتفاجؤ والفضول.
ومما استدعى مزيداً من التفاجؤ أن في أحداث الفيلم ما يشابه الواقع العام المعاش.
ففي فيلم First man الذي يروي قصة محاولات صعود رائد الفضاء (نيل إرمسترونغ) لسطح القمر كأول إنسان يخطو عليه¡ نشاهد أن المحاولات المتعددة لتحقيق هذا الحلم واجهت اعتراضات من عموم الناس وخاصتهم¡ فمنهم من سخّف من الفائدة خلف الوصول إلى جرم سماوي لا حياة فيه¡ ومنهم أعضاء من شيوخ ونواب الكونغرس اعترضوا على التكاليف المادية العالية المرصودة والأموال المدفوعة¡ ومما زاد حدة الاعتراضات أن في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الأميركية تخوض حرب فيتنام ومنافسة فضائية محتدمة مع الاتحاد السوفيتي¡ إلى جانب أن اغتيال الرئيس كيندي قد شكل بالإضافة إلى فضيحة الرئيس نيكسون (ووترغيت) مرحلة زمنية صعبة ومضطربة على الأميركان.
إلا أن المؤمنين بالحلم واصلوا المحاولات ودراسة الفشل رغم التحديات والخسائر التي طالت حتى أرواح مهندسين (ناسا) زملاء (إرمسترونغ). فجاء خطاب الرئيس الأميركي (جون كيندي) مؤثراً العام 1961م. وأرى اليوم انعكاسات مماثلة للدافع من الخطاب تشبه ما ينال الحلم السعودي الكبير من تحديات.
قال كيندي: «قد يسأل البعض: لماذا القمر¿ لماذا اخترنا الذهاب إليه هدفاً¿ نسأل نحن أيضاً: لماذا قمنا بتسلق أعلى جبل¿ لماذا قمنا منذ (35) عاماً بعبور المحيط الأطلسي جواً¿».
«لقد اخترنا الذهاب إلى القمر في هذا العقد¡ ليس لأن الأمر سهل¡ إنما لأنه أمر صعب. لأن الهدف هو اختبار وتنظيم طاقاتنا ومهاراتنا¡ ولأننا لا نرغب في تأجيل هذا الأمر وننوي الفوز به.»
العشرون من يوليو العام 1969م كان تاريخ الفوز وتحقيق الحلم¡ تمكنت بعثة (أبولو 11) من الهبوط على سطح القمر والسير عليه والعودة بنجاح إلى الأرض.
دائما هناك فريقان: فريق المتقاعسين¡ الضعفاء الذين يخشون قائمة طلبات الحلم الطويلة¡ وهناك الفريق الآخر الذي يؤمن أن الأحلام العالية والإنجازات الكبيرة لا يرضيهما قليل المحاولات والجبين الجاف والسير على الأراضي الثابتة.
يقول إرمسترونغ: «أعتقد أن كل إنسان لديه عدد محدود من دقات القلب. أنا لا أنوي تضييع أي شيء منها». وكذلك نحن مع سمو ولي العهد والسعوديين لا أحد منا يريد أن يضيع (30) سنة من حياتنا ولا دقات قلوبنا فقد اخترنا أن نذهب إلى الحلم مع أميره.




http://www.alriyadh.com/1714415]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]