بين فترة وأخرى نقرأ إعلاناً يصدر عن مسؤول كبير أو مؤسسة أو أحد المشاهير ينفي فيه علاقته بحساب باسمه في تويتر. تابعنا كثيراً من الحسابات بأسماء مثيرة للاهتمام ثم نكتشف بعد حين أن الحساب منتحل. لا يمكن أن ينتحل إنسان اسم شخص أو مؤسسة ويغرد باسمه دون أن يكون هناك غرض يقف وراءه.
عندما بدأ تويتر اندلعت هذه الظاهرة حتى كاد يصبح لكل شهير أو كاتب أو مسؤول حساباً مزوراً يغرد باسمه. بعضها أنشئت بهدف النكاية وبعضها بسبب الإعجاب وبعضها للإساءة. كان من السهل أن يتبين المتابع لتلك الحسابات أنها مزورة. يعود هذا إلى حداثة تويتر. حينها لم تظهر للناس بعد خطورة مثل هذا العمل.
خفتت هذه الظاهرة وتوارت وبدأت تتخذ طابع الاحتراف وتتجه إلى التغرض المشبوه. خرج العابثون والمعجبون فقل عددها. خروج العبث مهد لدخول المحترفين. فلم يعد ثمة مجال للخطأ الفج المكشوف الذي يفضح التزوير.
في الماضي كان المزور المسيء ينكشف بسرعة. غالباً يكون عملاً فردياً ويكون ساذجاً عند الإساءة. الحساب المزور اليوم يحترم طبيعة الشخصية المنتحلة. يقدم ما يفرض على المتابع تصديقه. في بعض الأحيان -وهذا الأخطر- لا يقصد الإساءة المباشرة لشخص المعتدى على اسمه. ينشر تغريدات تليق بصاحب الاسم المنتحل. ينتظر الوقت المناسب للاستفادة من تقويل هذه الشخصية ما يريد أن يقوله. أغراض الانتحال مختلفة باختلاف الشخصيات المنتحلة أسماؤها. على خطورة مثل هذه الظاهرة في كل الأوقات إلا أن خطورتها تزداد في حال الاضطرابات أو عندما تمر البلاد بمشكلة أو حادثة أو كوارث طبيعية.. إلخ. في أي لحظة ينشر تغريدة تسيء للبلد أو لمؤسسة رسمية أو شخصية بطريقة أو أخرى. ربما تكون التغريدة المسيئة هي الأولى التي تلفت النظر إلى هذا الحساب. لن يقلل النفي والبراءة من الحساب من تأثيرها المطلوب. بعد تناقل التغريدة وبثها عبر قنوات متعددة وبعد أن جابت الواتس أب تصبح في نظر الناس حقيقة مؤكدة تخلى عنها صاحبها بعد أن اكتشف حساسيتها أو أن يفسر النفي والتخلي عن الحساب بسبب ضغوط.
الحسابات المزورة (الرزينة!!) هي أفضل وسيلة لإشاعة الاضطراب ونشر الإشاعات. قد يكون الحل لمثل هذا أن تقوم جهة كالأمن السيبراني بتبني مشروع تسجيل الحسابات السعودية بشكل اختياري تأميناً للاسم. أي شخصية أو مسؤول أو شهير يسجل حسابه في سجل الأمن السيبراني يكون عندئذ مسؤولاً عما يرد في هذا الحساب دون غيره. يكون هذا الحساب مرجعاً يعود إليه المتابع إذا أراد التعامل مع هذه التغريدة أو شكك في صحتها. عندئذ يصبح حسابه المدرج في هذا السجل حماية له.




http://www.alriyadh.com/1719926]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]