هناك نوع من العلاقات الإنسانية يصعب تقديم وصف دقيق لطبيعتها أو حتى تأطير تلك الصورة البصرية التي تتشكل عندما تتحول إلى أفعال ظاهرة¡ خاصة إذا كانت هذه العلاقات تشكل خصوصية ينفرد بها شعب معين.
في المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها ثمة نمط فريد من العلاقات الإنسانية التي تربط الحاكم بالشعب يصعب على غير السعوديين فهم الأسس التي تنظمها¡ خاصة وأنها تعبر عن علاقة وثيقة تختلط فيها مشاعر الحب المتبادل والولاء المطلق والعفوية الصادقة التي تتجاوز حدود البروتوكول.
مقطع فيديو لـ(طفلة القريات) -كما أطلق عليها مرتادو وسائل التواصل الاجتماعي- كانت تبكي أمام ذويها مطلقةً أمنيةً صدرت بعفوية وبراءة في أن يزور الملك سلمان المحافظة التي تعيش فيها خلال جولته في المناطق الشمالية.
هذا المقطع البسيط والعفوي تم تداوله شأنه شأن العشرات من المقاطع بصفة يومية التي يعبر فيها أبناء الشعب السعودي عن حبهم لقيادتهم وعشقهم لوطنهم¡ لكنه هذه المرة كان مختلفاً تماماً عن بقية المقاطع حيث استجاب رأس الدولة وقائد البلاد لرغبة هذه الطفلة بلقائه حيث استقبلها وذويها في مقر إقامته في منطقة الجوف في مشهد مؤثر اندفعت فيه الطفلة نحو الملك سلمان واحتضنته ببراءة الأطفال قبل أن يطبع قبلة أبوية على جبينها.
هذه الصورة ليست سوى واحدة بين مئات الصور التي تحتفظ بها ذاكرة المواطنين السعوديين عن علاقة الحب التي تجمع قيادة هذه البلاد بشعبها الوفي¡ والذي توارث هذه المشاعر الصادقة جيلاً بعد جيل.
خلال الجولة الملكية للمناطق الشمالية وقبلها إلى منطقتي القصيم وحائل والتي شهدت تدشين مشروعات تنموية كبرى كانت البهجة بلقاء خادم الحرمين الشريفين هي العنوان الأبرز في هذه المناطق¡ كما طغت مشاعر الحب والولاء على كل قواعد البروتوكول ورسمية الاستقبال¡ فقد تسابق الكبار على رفع رايات الفرح وتنافس الشباب على إطلاق أناشيده.. في حين تراقص الأطفال سعادة بلقاء ولي الأمر.
مشاهد كثيرة تعبر وبجلاء عن هذه الميزة الفريدة في المملكة¡ وعن طابع تلك العلاقة التي تربط الحاكم بأبنائه المواطنين وبناته المواطنات¡ والتي تمثل الأساس في دولة تأسست لتسمو بين باقي الدول .. هدفها الخير للشعب والرخاء للوطن.




http://www.alriyadh.com/1720199]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]