ليس غريباً أن تأتي الإساءة لمهنة الطب من طبيب مزيف¡ ولكن الموضوع الذي يتطرق له هذا المقال هو مدى وجود أطباء غير مزيفين يكونون هم مصدر الإساءة¡ وما الأسباب التي تؤدي إلى التواصل السلبي مع المريض رغم أهمية التعامل الإنساني مع المريض في توفير أجواء نفسية مريحة لها تأثير إيجابي في العلاج.
تضمن تقرير في (الرياض) في 20 صفر 1440 بعنوان (أطباء أساؤوا إلى مهنة الطب) ملاحظات ومشكلات لا بد من التوقف عندها وتذكير المسؤولين بها لتسليط ضوء التقييم عليها من أجل التشخيص ووصف العلاج.
الموضوع يتعلق بأخلاقيات المهنة ويندرج تحتها قضية التعامل الإنساني والتواصل مع المريض وذويه. الملاحظة المفاجئة حول هذا الموضوع أتت من الدكتورة لمياء البراهيم استشارية طب الأسرة حين قالت إن كثيراً من الأطباء يفتقدون لمهارات التواصل لأنهم أساساً لم يتدربوا عليها في الحياة الشخصية لا في المدرسة ولا في الجامعة ولا في دراسة التخصص¡ وإنما كان هناك دعم للمهارات العلمية ودعم للتلقين ودعم للحفظ¡ لكن ليس هناك دعم في التواصل.
أعترف هنا أن الدكتورة أعرف مني في هذا المجال وتتحدث من منطلق تجربة¡ لكني أعترف أيضاً أنني فوجئت بقولها. هل من المعقول أن دراسة الطب تركز على التلقين والحفظ فقط وأن الأطباء لا يتدربون على مهارات التواصل¿
كنت أعتقد وما أزال أن أخلاقيات المهنة بشكل عام وجزء منها مهارة التواصل والتعامل الإنساني هي مواد أساسية في دراسة الطب.
نعم يوجد أطباء لا يجيدون التعامل مع المرضى ولا يمتلكون مهارة التواصل¡ وقد شاهدت شخصياً حالات من هذا النوع¡ ولكن هل السبب هو عدم وجود تدريب أم أن هناك أسباباً أخرى مثل ضغط العمل الذي يتسبب فيه الطبيب أحياناً نتيجة ممارسة المهنة ساعات طويلة في أكثر من جهة¿!
المفاجأة الثانية في التقرير أشار إليها مدير عام مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية سابقاً الأستاذ عادل محمد عبده مطالباً بضرورة قيام وزارة الصحة بدراسة شاملة للعلاقة بين الطبيب والمريض وبين ذوي المريض على أن يكون هناك منهج متكامل من وزارة الصحة وتحت إشرافها عن أخلاق المهنة¡ الطرف الآخر في موضوع التواصل هو المريض وكيفية تعامله مع الطبيب والمعروف أن الخطأ يكون أحياناً مصدره المريض أو أحد أقاربه¡ ولذلك يقترح الأستاذ عادل ضرورة تقنين أخلاقيات المهنة بحيث تشمل سلوك كافة العاملين في خدمة المريض.
هنا أتساءل: هل وزارة الصحة بتاريخها الطويل ومسؤولياتها الجسيمة لا تتوفر فيها لوائح وأنظمة لتقنين أخلاقيات الطب وكافة الأعمال والممارسات في المستشفيات¿
أخيراًº لا أؤكد ولا أنفي ما ذكرته الدكتورة لمياء¡ وما أشار إليه الأستاذ عادل¡ ولكني أطرح الأسئلة حول قضية مهمة وأوجهها إلى وزارة الصحة والجامعات ومراكز التدريب. هذه الجهات تملك المعلومات والإجابات وكافة التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع.




http://www.alriyadh.com/1719932]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]