ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- يوم الاثنين الماضي¡ الخطاب الملكي السنوي أمام رئيس وأعضاء مجلس الشورى السعودي إيذاناً ببدء أعمال السنة الثالثة للدورة السابعة للمجلس.
تضمن الخطاب الضافي للملك سلمان لعدد من المضامين المهمة المرتبطة بالشأن المحلي وأخرى المرتبطة بالشأن الدولي¡ بما في ذلك توجهات السياستين الداخلية والدولية.
فعلى صعيد الشأن المحلي¡ وبالذات فيما يتعلق بتطوير القدرات البشرية الوطنية¡ ركز الملك على أهمية إعداد جيل جديد لوظائف المستقبل¡ مشددا على أن من بين أولويات الدولة في الفترة الحالية العمل على إيجاد المزيد من فرص العمل¡ والتركيز على تطوير القدرات البشرية وإعداد الجيل الجديد لوظائف المستقبل.
كما وقد كان للقطاع الخاص نصيب وافر من كلمة الملك¡ وبالذات فيما يتعلق بمواصلة دعمه وتمكينه لأن يكون شريكاً في التنمية الاقتصادية التي تعيشها المملكة العربية السعودية.
وفيما يتعلق بالسياسات المالية للمملكة¡ أكد يحفظه الله¡ على أهمية تحقيق التوازن المالي للمالية العامة للدولة¡ من خلال ضبط الإنفاق ورفع كفاءته. وبالنسبة للسياسة الداخلية للمملكة فقد أكد يحفظه الله بأنها تنطلق من الشريعة الإسلامية التي تتمسك بها الدولة منهجاً وعملاً¡ وتسير على هديها في نشر الوسطية والتسامح والاعتدال.
وعلى صعيد السياسة الخارجية¡ أوضح الملك سلمان الدور القيادي والدور التنموي للمملكة في المنطقة ودورها كذلك في التصدي للتطرف والإرهاب¡ مؤكداً -يحفظه الله- على أن القضية الفلسطينية¡ ستبقى قضية المملكة الأولى حتى حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه¡ كما وسوف تدعم المملكة الحل السياسي في اليمن وفق قرار مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني¡ مشيراً إلى ما دأب عليه النظام الإيراني على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب¡ وإثارته للفوضى والخراب في العديد من دول المنطقة¡ مما يحتم على المجتمع الدولي العمل على وضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي¡ ووقف نشاطاته التي تهدد الأمن والاستقرار¡ وعلى صعيد السياسة الخارجية كذلك¡ دعا الملك سلمان -يحفظه الله-¡ إلى ضرورة إيجاد حل سياسي يخرج سورية من أزمتها ويبعد التنظيمات الإرهابية والتأثيرات الخارجية عنها¡ ويتيح لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. أخيراً وليس آخراً في مجال شأن السياسة الخارجية¡ أشاد الملك بالخطوات المباركة التي تعمل على توثيق العلاقات بين المملكة ودولة العراق¡ متطلعاً -يحفظه الله- إلى استمرار هذه الجهود لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وقد كان كذلك لجنودنا البواسل حظاً وافراً من خطاب الملك سلمان بما يقدمونه من أروع الأمثلة في التضحية والشجاعة في سبيل الدفاع عن العقيدة والوطن¡ مؤكداً على أن شهداءنا - رحمهم الله - سيظلون في ذاكرته وأسرهم محل رعايته واهتمامه دوماً.
برأيي أن خطاب خادم الحرمين الشريفين¡ الملك سلمان - يحفظه الله - الذي ألقاه أمام مجلس الشوري بمناسبة بدء السنة الثالثة للدورة السابعة لمجلس الشورى السعودي¡ تضمن العديد من الرسائل الصريحة والواضحة التي شملت الحديث عن السياسات الداخلية والخارجية للمملكة¡ والتي من شأنها ستضع المملكة بين مصاف دول العالم المتقدم اقتصادياً واجتماعياً وتنموياً لتصبح بإذن الله نموذجاً عالمياً ومثلاً يحتذى به في مجالات التنمية الاقتصادية والسياسة الخارجية المتوازنة والمتعقلة والمتزنة بإذن الله وتوفيقه.




http://www.alriyadh.com/1720035]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]