كنت أجمع الدقائق في سلال أسئلة بينما أقف على مدخل البيت بانتظار زوجتي وأختي وهنّ عائدات من زيارة لدار المسنّات¡ حيث نشأت فكرة هذه الزيارة حينما حدثتني زوجتي برغبتها بالقيام بها في محاولة إنسانية أو حتى ذاتية لمعالجة هذا الحنين الذي لا يبرحها منذ رحيل «أُمَّينا» عنّا..
وبعيدًا عن إجراءات مثل هذه الزيارة حينما تفاعل معها فيها أقاربها وصديقاتها¡ وتبنّتها الشركة التي تعمل بها مسؤولة عن نشاطاتها الإنسانية والخيرية¡ أقول بعيدًا عن كل هذه الإجراءات الإدارية والإعلانية¡ كنتُ أقف منتظراً ما الذي سيقوله لها الحنين¡ وما الوصايا التي سيحمّلها إياها لتبلّغني بها..
أعلم مثل غيري كثيرين أن وراء تلك الجدران والنوافذ الخافتة حكايات لا تنتهي من الوحدة¡ والمرض بل وحتى العقوق¡ ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتسع قلوبنا المنهكة أصلاً من الركض في صحارى الفقد لكل تلك الحكايات مهما جاءت مشوّقة أو واعظة¡ أو درامية بقدر ما ستتسع اللحظة للتاريخ بكل تموّجاته وتفاوته¡ كنتُ ألاحقهن متسائلاً: ما هنّ.. وكيف يجمعن المكان بالزمان¿ البداية بالنهاية¿ البقاء بالموت أو حتى الموت بالبقاء¿
كان جوابهن العام قضينا وقتًا مدهشًا جدًّا مع أطفال لا يصادقون الحياةَ¡ ولا يتعرفون على الموت..!
هي الطفولة إذاً.. خيار النهايات حينما جاء قرار البدايات¡ صدقاً لا أعرف لمَ تحبّنا الطفولة كلما ابتعدت سنواتنا عنها¡ هل هي محاولة الأمل فينا بالعودة بالزمن كي يتهجّى عمره المتبقي ليلقاه كل ما مضى¡ وهل محاولة الطفولة من جديد حين يداهمنا عجز النهايات حركيًّا أو ذهنيّاً¡ هي حيلتنا النفسية على الموت¡ هي أسئلة أخرى لا يجيب عليها إلا من جهل حتى لماذا يقبع خلف تلك الجدران.. وبنوافذ لا تضيء إلا آخر الشمس.
فاصلة
هبْ أَنّكَ الأبديّ..
هل تحتاجُ عمرًا آخرَ تحياه¿
لا.. لا شيء يغري الريح بالصحراءِ إلا أنّها
تَهَبُ الرمالَ السمْرَ رقصتها وترحل للغيومْ..!




http://www.alriyadh.com/1720371]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]