خطاب خادم الحرمين في مجلس الشورى كان توجيهاً واضحاً لكل أجهزة الدولة لجعل المواطن محورَ التنمية بتوفير كل ما يحتاجه من وظائف وخدمات¡ وأن تعليمه وتدريبه هما أساس البرامج والمبادرات التي تحقق الرؤية..
ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان واحداً من أهم الخطابات التي تلقى في مجلس الشورى لتعلن بداية أعمال المجلس¡ وفي خطابه ركز الملك على انطلاقة المملكة في تنمية أساسها الإنسان¡ وكان الخطاب شاملاً ومميزاً ذلك أنه يأتي في وقت تتسارع فيه الفعاليات ويشتد فيه الهجوم الإعلامي على المملكة ليوضح الحقائق ويركز على ما تم إنجازه على الصعيد الداخلي من خطط وبرامج ومشروعات تنموية غير مسبوقة¡ وجودة خدمات تقدم لضيوف الرحمن الذين تتشرف المملكة باستضافتهم في الحرمين الشريفين من الحجاج والمعتمرين. كما أكد خادم الحرمين الشريفين على أن المواطن السعودي هو المحرك الرئيس للتنمية¡ وأن شباب وشابات هذه البلاد هم عماد الإنجاز وأمل المستقبل¡ وأن المرأة السعودية شريك ذو حقوق كاملة وفق الشريعة السمحة¡ وأن الشأن الاجتماعي على رأس أولويات خادم الحرمين الشريفين¡ ودعم منظومة الخدمات الاجتماعية وتقديم دعم يستهدف الفئات المحتاجة¡ بما يمكنهم من العيش الكريم¡ ودعم منظمات المجتمع المدني للقيام بدورها المهم والفاعل في المجتمع.
وأضاف خادم الحرمين الشريفين أن مسيرة الإصلاح مستمرة¡ والمملكة تعيش نقلة تنموية على الأصعدة كافة نتيجة خطط وبرامج الرؤية 2030 وما تبذله الدولة من أجل إيجاد فرص العمل والتدريب والتأهيل لشباب وشابات هذا الوطن¡ وهو ما وجه به ولي العهد رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بالتركيز على تطوير القدرات البشرية وإعداد الجيل الجديد لوظائف المستقبل.
كما تطرق خادم الحرمين الشريفين لأهمية القطاع الخاص وأن دعمه سيكون من أولوياته لتمكينه من أن يصبح شريكاً فاعلاً في رحلة النمو الاقتصادي الطموحة¡ لتصبح المملكة رائدة في الاستثمار في تقنيات المستقبل لتصبح من أهم روافد اقتصاد المملكة والعالم.
وقد كان خادم الحرمين الشريفين قبل أيام في جولة لبعض مناطق المملكة وبعد خطاب مجلس الشورى وفي نفس اليوم انطلق في جولاته لزيارة المناطق الأخرى من المملكة يتفقد المشروعات التنموية التي تهم المواطن¡ وحث الوزراء على زيارتها وإكمال المشروعات التنموية التي تحت الإنشاء وسرعة إنجازها وخاصة الصحية والتعليمية.
وأشاد خادم الحرمين الشريفين في خطابه السنوي بجنودنا البواسل وقيامهم بواجبهم الوطني على أكمل وجه¡ حيث يقدمون أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية بأرواحهم فداء لهذه العقيدة والوطن¡ وسيظل الشهداء في ذاكرة الجميع¡ وأسرهم محل رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين¡ كما ركز على أهمية تطوير القوات العسكرية وتوطين الصناعات والتقنيات اللازمة لها بوتيرة متسارعة.
وأبرز الملك دور المملكة الرائد في التصدي للتطرف والإرهاب¡ والوقوف بحزم ضد من يحاول اختطاف الدين الحنيف¡ وستستمر المملكة بالقيام بدورها التنموي في المنطقة¡ وجهودها الرامية إلى حل أزمات المنطقة ومن أهمها قضية العرب المركزية فلسطين ونصرة الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأوضح - حفظه الله - وقوف المملكة مع الشعب اليمني الشقيق ونصرته¡ والذي يعد واجباً ضد الميليشيات الحوثية المدعومة من حكومة إيران التي دأبت على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى منتهكة أبسط قواعد حسن الجوار والمواثيق والأعراف الدولية.
وفي رد واضح على من يهاجم المملكة بيّـن خادم الحرمين الشريفين أن المملكة تأسست على نهج إسلامي يرتكز على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ورعاية المواطنين كافة¡ ثم أثنى على جهود رجال القضاء والنيابة العامة في أداء الأمانة دون تمييز أو تعطيل ولن تأخذها في الحق لومة لائم¡ وستستمر المملكة في استكمال التطوير في حوكمة أجهزة ومؤسسات الدولة لسلامة إنفاذ الأنظمة والتعليمات وتلافي أي تجاوزات أو أخطاء.
والخطاب يشيد بدور مجلس الشورى وما يقوم به من جهود ضمن اختصاصاته وما يقوم به من مساهمة في التعريف بمواقف المملكة تجاه مختلف القضايا من خلال إجراء الحوارات واللقاءات مع البرلمانات الدولية المختلفة وفي المحافل الدولية الأخرى.
خطاب خادم الحرمين الشريفين كان توجيهاً واضحاً لكل أجهزة الدولة لجعل المواطن محور التنمية بتوفير كل ما يحتاجه من وظائف وخدمات¡ وأن تعليمه وتدريبه هما أساس البرامج والمبادرات التي تحقق الرؤية¡ وأن المملكة تبذل كل ما تستطيعه حتى يأتي يوم تصبح فيه من بين الدول المتقدمة على مستوى العالم¡ وفي وطن يجد فيه المواطن كل ما يحتاجه من تنمية وأمن في ظل اقتصاد قوي متعدد المصادر يقوده مجلس الاقتصاد والتنمية برئاسة ولي العهد.




http://www.alriyadh.com/1720374]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]