أنا كتبت العديد من المقالات عن الرئيس الأميركي دونالد ترمب¡ وكنت أريد أن استشهد ببعضها في هذه السطور ولكني لم أستطع العثور على جميع مقالاتي على موقعي في جريدتنا العزيزة¡ وعلى أي حال فإن مجمل تلك المقالات تشيد بشخصية الرئيس¡ وبالتأكيد فإن مواقفه الأخيرة تبرر أكثر وأكثر ما كتبته عنه¡ فالرئيس ترمب من رؤساء الولايات المتحدة النادرين الذين يقفون عند كلمتهم¡ فإذا كان الكثير ممن سبقوه سرعان ما يتخلون عن وعودهم للناخبين بعد فوزهم ودخولهم البيت الأبيض¡ فإنه وعلى العكس برّ خلال العامين الماضيين بالكثير مما طرحه في الحملة الانتخابية رغم كل التشويش الذي يواجهه داخل بلده.
بالفعل فإن الولايات المتحدة تعيش حالة انقسام جدي¡ وهذا الانقسام¡ على خلاف ما يظنه الكثير¡ ليس بين ترمب والمؤسسة العميقة¡ وإنما انقسام داخل المؤسسة العميقة نفسها¡ فالولايات المتحدة منذ تأسيسها يتنازعها تياران: تيار العزلة وتيار العولمة - أي التدخل في شؤون الغير¡ وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة بعد الضعف الذي أصابها العام 2008¡ على أثر الأزمة المالية الاقتصادية قد بدأت تنحو باتجاه تقليص دورها في الخارج الذي أرهق الاقتصاد الأميركي¡ وأبرز معالم ذلك¡ الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ والتخلي عن الشراكة عبر الأطلسي.
أقول إن الرئيس الأميركي رغم الانقسام داخل الولايات المتحدة¡ فإنه يقف وقفة القائد الذي يدير مصالح بلده بكل حنكة واقتدار¡ وهذا يصب في مصلحتنا¡ فمواقفه الأخيرة من بلدنا تعكس مدى النضح التي تتمتع به إدارة الرئيس وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية¡ فمن الواضح أن الرئيس بعد عناء كبير قد تمكن من تشكيل الفريق الذي يمكن أن يعمل معه بانسجام.
إن علاقة المملكة مع الولايات المتحدة منذ العام 1945¡ عندما التقى المؤسس¡ تغمده الله برحمته¡ بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت وهي تتميز بمستوى**رفيع**من الثقة والالتزام المتبادل¡ فواشنطن قل أن تجد حليفا لها خارج أوروبا يتمتع بمصداقية مثل بلدنا¡ فالمملكة¡ خلال ما يزيد على 70 عامًا من اللقاء التاريخي على ظهر الطراد كوينسي¡ كانت أكثر من وفيه لالتزاماتها نحو حليفها¡ وثمن هذه الالتزامات كان دائمًا باهض الثمن.
لقد تطورت العلاقة بين الرياض وواشنطن وفقًا لمصالح كل منهما¡ فنحن كنا نستفيد من تلك العلاقات التي مكنتنا خلال الفترة الماضية أن نعيش في أمن واستقرار¡ وخاصة في الفترة الأخيرة**عندما بدأ الشرق الأوسط يضطرب وتزداد فيه القلاقل والفتن¡ فنحن كنا رغم هذه الفوضى التي تحيط بنا نعيش في واحة من الأمن والأمان¡ وهذا يستحق الكثير بالتأكيد.




http://www.alriyadh.com/1720369]إضغط هنا لقراءة المزيد...[/url]